في خطوة ملفتة تعكس حجم القلق المتزايد بشأن تراجع أعداد المواليد في النرويج، طُرح مؤخرًا اقتراح حكومي يقضي بمنح دعم مالي إضافي للأطفال (barnetrygd) للآباء والأمهات الذين لم يبلغوا الثلاثين من العمر. ويأتي هذا المقترح كجزء من رؤية وطنية لمعالجة الانخفاض الحاد في معدلات الخصوبة، والذي يهدد مستقبل البنية الديموغرافية في البلاد.
الشباب يترددون… والحكومة تتدخل
أصبح من الواضح أن جيل الشباب النرويجي يتردد أكثر من أي وقت مضى في تأسيس أسر. العوامل الاقتصادية، وعدم استقرار سوق العمل، وصعوبة دخول سوق الإسكان، كلها تساهم في تأخير قرارات الإنجاب. من هنا تنبع أهمية هذا المقترح، الذي يُتوقع أن يخفف العبء المالي عن كاهل الأزواج الشباب، ويمنحهم شعورًا أكبر بالأمان عند التفكير بإنجاب الأطفال.
هل يكون المال مفتاح الحل؟
يرى البعض أن توفير مبالغ إضافية للأسر الشابة قد يُحدث فرقًا حقيقيًا في قراراتهم المستقبلية. فالمرحلة الأولى من تربية الطفل غالبًا ما تكون الأكثر تكلفة، وتتطلب دعمًا فعليًا، وليس فقط معنويًا. الدعم المقترح سيكون بمثابة حافز نفسي ومادي في آنٍ واحد، يشجع الأزواج على البدء بالحياة الأسرية في وقت مبكر.
نقاش مجتمعي واسع
الاقتراح أثار نقاشًا واسعًا في الأوساط الاجتماعية والسياسية، بين من يراه خطوة ضرورية، ومن يحذر من الاعتماد المفرط على الدعم الحكومي كحل لمشكلة معقدة تتعلق بالقيم، وأنماط الحياة، وتطلعات الأجيال الجديدة.
مستقبل الخصوبة في الميزان
بين التراجع المستمر في أعداد المواليد، وارتفاع نسبة كبار السن، تجد النرويج نفسها أمام مفترق طرق ديموغرافي. فإما أن تُتخذ خطوات جريئة لتعزيز النمو السكاني الطبيعي، أو تواجه البلاد تحديات مستقبلية قد تمس ركائز نظام الرفاهية نفسه.