مع تدفق آلاف المهاجرين واللاجئين من دول الشرق الأوسط والدول العربية خاصة إلى دول أوروبا حيث الحرية والحفاظ على حقوق وكرامة البشر وخصوصا بخصوص بالمرأة، سوى أننا نجد أن المرأة الشرقية ليس لديها الإرادة بل ترضخ للشروط التي تمليها عليها أسترتها.
كثيرة هي الروايات التي سمعنا بها عن العائلات التي ترفض تزويج بناتها سوى إذا أنجز العريس كل مطالب أهل العروس التي من الممكن أن تكون مستحيلة وخصوصا أن الجميع يقطن في أوروبا بنفس المستوى، وإذا كان الشاب يعمل فمن العسير تأمين المبالغ المالية التي يطلبها الأهل كمهر لابنتهم وكأنها مجرد سلعة ليس لها مشاعر أو أحاسيس، إضافة إلى ذلك رضوخ الفتاة لما يريده وصيها متناسية على الإطلاق أنها إنسانة لها الأولوية في اختيار زوجها التي ستقاسمه كل عمرها بداية من جسمها وليس ختام بعمرها.
لا مقدار للشهادة في مواجهة المال
يقول مهندس مدني “مهند” لمكان تلفاز سورية “أتيت إلى السويد هاربا من التجنيد في قوات النظام الحاكم وقد تعرفت على بنت وأعجبت بها وتحدثت معها وسألتها عن رأيها إن كانت تقبل بي كزوج أم لا، فقالت له اذهب إلى أبي واطلب يدي منه وبالفعل ذهبت وأنا محمل بالأمل كوني الجمهورية السورية وهي الشام السورية وبأنني متعلم، لكنني تفاجأت بكلام أبيها الذي إلتماس مني مهر بكمية 10000 آلاف يورو كمقدم و5000 آلاف يورو كمؤخر فضلا على ذلك مطالبته بأن يوجد كرت البنك المخصص بابنته معه مع العلم أنه يعلم أن ذلك غير جائز لأن الناس في السويد لا يمكنهم أن يعيشوا سوى على نحو مشترك بكل شيء وأولها المرتب الذي تعطيه الجمهورية لكليهما”.
صعوبة العثور على شريكة حياة تعين على ليالي الغربة السمراء صارت تنافس صعوبة الاستحواذ على الإقامة والجنسية، أحوال وبيئة حديثة وصعبة تتغلف بمواقف مضحكة بينما أن معظم الشبان هنا بلا أهاليهم فقد كانت أكثر أهمية المجموعات في الفيس بوك هي التي تمنح تعليمات للإقامة أو دراسة اللغة أما هذه اللحظة فانضمامك لمجموعات الخطبة وتعريف الناس ببعضهم بغية الزواج أكثر أهمية وأرقام التليفونات تنتقل بشكل سريع من دون علم مكانة ذلك الفرد في الأسرة أو سؤاله قبل أصدر رقمه.
وتتوقع الفتاة أن تأتيها مكالمة هاتفية من خاطبة قد نست من أين حصلت على رقمها لتقول لها: مرحب بك حبيبتي … أنتِ الأم أو البنت؟!! وأحيانا يتصل رجل بأم الفتاة ويقول بصوت ذكوري: السلام عليكم … دلونا عندكم فتاة. لتقول الأم: أهلا وسهلا … بس سيادتك الأب أو الشب…؟؟!
أم محمد جاءت إلى السويد مع وتمتلك “محمد وآلاء” والاثنان في عمر الزواج إلا أن الفرق أن “محمد” يأمل أن يجد عروسا لدرجة أن الوالدة لا تترك تجمعا للعرب سواء أكان احتفالا، مظاهرة أو مسيرة سوى وتكون موجودة فيه بحثا عن عروس لابنها وأفادت بأنه في رمضان ذلك ذهبت لصلاة التراويح بحثا عن كنَّتها المرتقبة. في حين الابنة قد مللت من كثر المتصلين وطالبي الزواج، حتى أن أخاها يقول مازحا بأنهم سيخبئون “آلاء” في المتحف السويدي لأنها الوحيدة في منطقتهم، عربية وليست متزوجة في أعقاب في حين ترد “آلاء” ببرود “سأبقى هكذا ولن أتزوج ما دام لم يأتني رجل بحق، حتى هذه اللحظة كل الذين التقيتهم ذكور وأنا أنتظر رجل”.
ولكن في بعض الأحيان يكون المرسوم تعسفيا فبعض البنات أصبحن لا يحلمن هذه اللحظة سوى بتحقيق الأمنيات عن طريق التعليم بالمدرسة والعمل إلا أن يا تشاهد ما الذي أوصلهن لذلك التفكير؟
“بتعرف أديش كلفتني؟!”
شيماء مقيمة في السويد ممن يرفضن الزواج قبل أن تأخذ شهادة تكفل بها مستقبلها تقول”كانوا يقولون لنا عريس بالمنزل ولا شهادة عالحيط إلا أن هذه اللحظة وعندما تترقب بنت مخطوبة تحت الحرب لم شملها بخطيبها المقيم في أوروبا في حين هو يخطب زميلته في الصف لأنها مثقفة زيادة عن هذه التي اختارها أهله له قبل أن يسافر لأنهم خافوا عليه أن يضيع بين بنات أوروبا، عندها لن أضحي بشهادتي بهدف عريس”.
أما أبو وليد فهو مشرد حديث ولا يمانع أن يزوج ابنته للاجئ على خلفية أن الوضع من بعضه لكنه يشترط على كل خاطب أن يدفع مهرا يعادل تكلفة سفر تلك الفتاة، والجميع استظهار مقولته “بتعرف أديش كلفتني لصارت هون؟؟!!”. وتلك ايضاً إحدى أبرز المشاكل في السويد وهي غلاء المهور بوازع أن الأهل يرغبون في أن يضمنوا حق ابنتهم.
وتعليقاً على العوامل والنتائج التي أدت لتفاقم تلك الحالة الحرجة، تقول الباحثة الاجتماعية والنفسية السيدة “تمكُّن الهر” مديرة الجمعية الأوروبية للتنمية البشرية في السويد إن “الزواج هو رابطة إنسانية يلزم أن يكون قائما على الحب قبل أي شيء، أي أن يكون كلا الطرفين راغب بفكرة الارتباط وهنا تنفى جميع الموضوعات العينية أما فيما يتعلق للعائلات الذين يطلبون مهور عالية فهذه تعتبر إهانة لكرامة المرأة، والمهر هو اتفاق بين طرفين. فإن كان هو اتفاق إذاً لماذا يدفع به أو أنه يكون عقبة بوجه شابين يريدان الزواج”.
المهور العالية إهانة للمرأة
وأضافت تمكُّن ” إن المهاجرين جاؤوا وهم يحملون عاداتهم وتقاليدهم بحقائبهم متناسين على الإطلاق الاختلاف الجذري بين المجتمع التابع للشرق والغربي وخصوصا في ما يتعلق بـ المرأة، لافتة البصر حتّى التشريع السويدي يُجرم الرجل الذي يبتاع الجنس ويحكم عليه بالحبس فكيف هو الوضع عندما نعتبر المرأة سلعة نزوجها لمن يدفع لنا أكثر؟”.
وشددت “مقدرة” أن طلبات أهل البنت العالية التي يفرضونها على الشاب جعلته يتزوج من بنات لا تتشابه عن ثقافته وذلك بدوره ما قد يسبب ظروف حرجة عظيمة في المستقبل لسبب اختلاف الثقافات، التي يكتشفونها عقب مرور فترة وجيزة على زواجهما مثل فسخ العلاقة الزوجية، وبعد مجيء طفل وبهذه الوضعية سيعيش الطفل دون أبيه أو والدته.
وأنهت الباحثة كلامها بالقول “إشكالية الزواج في أوروبا للشاب أو الشابة غير ممكن حلها سوى بواسطة التداول مع طقوس وتقاليد المجتمع الذي نعيش فيه، وبالوعي والمعرفة الذي يلزم أن نسلح بهما بناتنا وشباننا أيضاً”.
Syria Tv