تعمل الدول الاسكندنافية على تنفيذ الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، بوصف هذا التنفيذ من أهم المعايير العالمية للوصول إلى المستويات العليا في التصنيفات العالمية، ومن أهم هذه الدول النرويج، ففي مجال البيئة على سبيل المثال وبحسب ما يغرد حساب النرويج على “تويتر” فقد “انخفضت الانبعاثات الغازية 1,7 في المئة عام 2017، أما الانبعاثات الناتجة عن قطاع النقل فانخفضت بـ9,6 في المئة في العام نفسه.
يأتي ذلك نتيجة اعتماد الحكومة والمجتمع في النرويج سياسات صديقة للبيئة وتنفيذ متطلبات الأمم المتحدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة”. وإذا كان مستوى التلويث العالمي آخذ في الزيادة فإن هذه السياسة على مستوى النرويج تعمل على العكس من المعدل العالمي الذي يسهم في رفع درجة حرارة العالم، والتي ستتضرر منها النرويج بالدرجة الأولى.
وتعمل النرويج على رفع الوعي على الجانب البيئي من خلال الكثير من الجوانب، ويأتي على رأسها الحد من استعمال الطاقة المعتمدة على البترول، على الرغم من أنها من الدول الكبرى المنتجة للنفط في العالم، وبحسب ما يغرده فؤاد العسيري، الذي يتسائل “هل حرص أوروبا على الطاقات النظيفة وزيادة المعايير الصديقة للبيئة في المدن له علاقة بندرة الطاقة الأحفورية في أوروبا؟” ثم يجيب: “ربما ولكن العرض والطلب في تناقص مستمر منذ2001 كما أن النرويج دولة مصدرة للنفط ومع ذلك سعر الوقود مرتفع وتعتني كثيرا بالبيئة والمدن المؤنسنة” ما يعني أن غنا الدولة بالنفط لم يجعلها تعتمد عليه في تشغيل ذاتها واتجهت إلى استعمال الطاقة النظيفة تنفيذا لأهداف التنمية الشاملة التي وضعتها الأمم المتحدة.
كما تعمل الدولة على التركيز على استعمال الدراجات الهوائية والتي تفيد من جهة الأشخاص رياضيا، ومن جهة أخرى تساعد على التقليل من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يسهم سلبيا في التغير المناخي للأرض، يتخذ التشجيع صورا مختلفة لعل أحدثها ما وضعه حساب النرويج في تغريدة له على “تويتر” : “صباغة مسار الدراجات الهوائية بطول 3 كم في هونوفوس Hønefoss باللون الأحمر لزيادة الأمان وتخفيف إمكانية التصادم بين الدراجات والسيارات ما يزيد القبول على التنقل بوسائل صديقة للبيئة”.
وعلى رغم أن النرويج على حدود القطب الشمالي للأرض وتتميز بمناخ تقل فيه فرص الحصول على الإشاع الشمسي الذي يمكنها من توليد الطاقة الكهربائية بالطاقة الشمسية بشكل كاف، فإن هذا لم يمنع من الاستفادة من هذا المصدر الطبيعي والمتجدد للطاقة، وإنشاء مبان صديقة للبيئة تستطيع توليد طاقتها الكهربائية بذاتها، من ذلك ما يغرده حساب نفاد للطاقة المتجددة التي يبين فيها أن “سجن باستوي في النرويج أول سجن صديق للبيئة في العالم، إذ يقوم بتوليد 70 في المئة من الكهرباء من #الطاقة_الشمسية من خلال ألواح الطاقة الشمسية”، وعلى غرار هذا السجن الكثير من المباني التي تتنافس فيما بينها للاعتماد على ذاتها في توليد طاقتها.