اوسلو – النرويج بالعربية
الزوجان مارغيتا وأوفه لانغه في العقد السادس من عمرهما، وهما عائلة ألمانية مثلها مثل أي عائلة ألمانية أخرى. دخلهما الشهري لا يتجاوز 1250 يورو. وهو مبلغ يكفي بالكاد لتدبر أمور الحياة في ألمانيا، وبسبب دخلهما الشهري الشحيح بات من الصعب عليهما أن يجدا شقة للسكن.
لكن هذا بالتحديد جعلهما يعيشان الواقع اليومي لمئات الآلاف من اللاجئين في بلدهما. فبعد أن عجزت السلطات على أن توفر لهما مسكناً شعبياً، وجدا وطناً لهما في غرفة لا تتجاوز مساحتها 13 متراً مربعاً في مأوى للاجئين.
وتضيق هذه الأمتار الـ13 بسريرين نقالين وصناديق أغراضهما المنزلية المكدسة، ودولابان من الحديد وثلاثة كراسي وطاولة صغيرة تتوسط هذه الأغراض التي يحاول الزوجان ترتيبها بين الفينة والأخرى، كي لا يتخلصان من الشعور بأنهما يسكنان في مخزن للخردة. لكن دون جدوى. “هذا ليس مكاناً للسكن”، تقول مارغيتا.
وتضيف المواطنة الألمانية أن الحال نفسه ينطبق على جيرانها من اللاجئين المنحدرين من سوريا والعراق وأفغانستان. “حين نصحو صباحاً، نشعر بآلام في الظهر”، تقول مارغيتا في حوار مع صحيفة “فيلت” الألمانية، ناهيك عن ضيق مساحة الغرفة.
وحسب الصحيفة الألمانية، فإن مأوى اللاجئين كان آخر إمكانية أنقذت عائلة لانغه من التشرد في شوارع مدينة بون الألمانية. دخل العائلة الشحيح يعود إلى أن أوفه لا يحصل على أكثر من 600 يورو كمتقاعد بعد أن أمضى حياته سائقاً لرافعة شوكية. أما زوجته، التي عملت كمساعدة طباخة حتى عام 2015 حين مرضت بالسرطان، فتحصل على 650 يورو من إعانات البطالة، لكنها تبحث عن عمل جديد رغم ذلك.
ومع هذا المبلغ الضئيل لم تتمكن العائلة من دفع الإيجار الشهري لشقتهما السابقة والبالغ 800 يورو، ما استوجب أن يحصلا على مسكناً شعبياً، لكن أزمة اللاجئين وتراجع أعداد هذه المساكن والقائمة الطويلة لمستحقيها المنتظرين جعل الأمر مستحيلاً، كما تنقل الصحيفة الألمانية عن متحدثة باسم بلدية مدينة بون الألمانية.
يذكر أن عدد المساكن الشعبية في ولاية شمال الراين ويستفاليا تراجع خلال الخمس سنوات الأخيرة من 50 ألفاً إلى نحو 477 ألفاً، مقارنة بعام 1979 حيث بلغ عددها أكثر من 1.6 مليون.
وعن حياتهما مع اللاجئين في منزلهما الجديد تعترف مارغيتا أنهما لم يشعرا بالراحة في البدء. “كنا نشعر بالخوف حقاً”. لكن سرعان ما اختفى هذا التشكك والخوف. “بمرور الوقت أصبحنا نتلاقى أكثر وبات الجيران يساعدوننا في حمل أغراضنا وحاولوا دائماً التواصل معنا”. وباتت العائلة لا ترى فرقاً بين الألمان واللاجئين، كما تنقل الصحيفة الألمانية. وتلخص مارغيتا ذلك بالقول: “كما هو الحال لدى الألمان، هناك الجيد والسيء
انشر تعليقك على صفحة الفيسبوك : ” النرويج بالعربية “