تشهد مستشفيات العاصمة النرويجية أوسلو أزمة متصاعدة في أقسام التوليد، وسط نقص حاد في عدد القابلات، ما أثار تحذيرات جدية من تداعيات محتملة على صحة وسلامة الأمهات والمواليد الجدد.
استقالات جماعية وتدهور في بيئة العمل
بدأت الأزمة تتصاعد بعد تقديم عدد من القابلات ذوات الخبرة استقالاتهن الجماعية من قسم التوليد في مستشفى ريكشوسبيتاليت، احتجاجًا على إلغاء الحكومة لعلاوة «كبار السن» التي كانت تُمنح للعاملين ذوي الأقدمية بقيمة 50,000 كرونة سنويًا.
وقد أبلغت القابلات أن ظروف العمل لم تعد قابلة للاستمرار، مع تزايد الضغط ونقص الطواقم.
رسائل تحذير إلى السلطات
وجّه العاملون في أقسام التوليد، بدعم من نقابة القابلات النرويجية، رسائل رسمية إلى إدارة المستشفيات والمفوضين الحكوميين في أوسلو وأكيرشوس، تُحذر من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى «تشغيل غير آمن»، ما يهدد حياة النساء والأطفال أثناء الولادة.
وأكدت النقابة في بيان: “صحة النساء وأطفالهن لا يجب أن تكون محل مساومة، وعلى السلطات أن تتحمل مسؤوليتها في ضمان بيئة عمل آمنة للقابلات”.
ازدياد في الولادات المنزلية
تعود هذه الزيادة إلى انخفاض ثقة العديد من النساء في الخدمات المقدّمة داخل المستشفيات، إلى جانب الرغبة في الحصول على ولادة أكثر هدوءًا وشخصية.
موقف السلطات
من جانبها، أقرت السلطات الصحية بوجود تحديات فعلية في التوظيف، وأشارت إلى أنها تعمل على إعادة النظر في الحوافز الممنوحة للعاملين في التوليد، مع بحث حلول طويلة الأمد لضمان استقرار الكوادر.
وفي بيان صادر عن وزارة الصحة، ورد ما يلي: “نحن ملتزمون بضمان خدمات توليد آمنة وكريمة، ونعمل مع الشركاء لتأمين الكفاءات اللازمة وتحسين ظروف العمل في هذا القطاع الحساس”.
أزمة تتطلب تحركًا عاجلًا
مع تصاعد الأزمة، بات من الواضح أن النقص في عدد القابلات لا يشكل تحديًا إداريًا فحسب، بل أزمة تمس حقوق المرأة في الرعاية الصحية الآمنة أثناء الولادة.
وتطالب جهات مهنية ومجتمعية بضرورة التحرك الفوري للحفاظ على جودة خدمات التوليد، وضمان سلامة الأمهات والمواليد الجدد في النرويج.
مصدر:Sykepleien – تحذيرات نقابية