في الربع الثاني من عام 2024، شهدت النرويج ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة تغيب الموظفين عن العمل بسبب المرض، حيث بلغت النسبة 7.1%، وهو أعلى معدل يُسجل منذ 15 عامًا. هذا الارتفاع تجاوز الذروة التي سُجلت خلال جائحة كوفيد-19، مما أثار قلقًا بشأن تأثيره على سوق العمل وقدرة الدولة على تمويل نظام الرفاهية الذي تشتهر به.
أسباب الارتفاع في نسبة التغيب
يرتبط ارتفاع نسبة التغيب عن العمل بعدة عوامل، من أبرزها:
الضغوط النفسية والمهنية: مع تزايد متطلبات العمل والتحديات الاقتصادية، يعاني العديد من الموظفين من ضغوط تؤثر على صحتهم النفسية والجسدية.
الأمراض الموسمية والمزمنة: تساهم الأمراض الموسمية، مثل الإنفلونزا، والأمراض المزمنة في زيادة معدلات التغيب.
بيئة العمل: قد يؤدي نقص التوازن بين العمل والحياة الشخصية إلى شعور الموظفين بالإرهاق، مما يزيد من احتمالية التغيب.
التداعيات المحتملة على الاقتصاد والمجتمع
يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة التغيب إلى عدة تأثيرات سلبية، منها:
انخفاض الإنتاجية: تؤثر زيادة التغيب على سير العمل وكفاءة العمليات، مما قد يقلل من الإنتاجية.
زيادة التكاليف: تتحمل الشركات تكاليف إضافية لتغطية غياب الموظفين، سواء من خلال توظيف مؤقت أو توزيع العمل على الموظفين الآخرين.
ضغط على نظام الرفاهية: قد يؤدي ارتفاع معدلات التغيب إلى زيادة الطلب على خدمات الرعاية الصحية والتأمينات الاجتماعية، مما يشكل تحديًا لتمويل هذه الخدمات.
مقارنة مع دول أوروبية أخرى
تواجه دول أوروبية أخرى تحديات مشابهة. على سبيل المثال، في ألمانيا، ارتفعت الإجازات المرضية للموظفين، مما أثار تحذيرات بشأن تأثيرها على أكبر اقتصاد في أوروبا. كما يواجه أرباب العمل في أوروبا صعوبة في التوظيف بسبب نقص المهارات المناسبة، حيث لم يتمكن حوالي 75% من أصحاب العمل في 21 دولة أوروبية من العثور على عمال مجهزين بالمهارات المناسبة في عام 2023.
استراتيجيات مقترحة للتعامل مع الظاهرة
لمواجهة هذه الظاهرة، يمكن اتخاذ عدة خطوات:
1. تحسين بيئة العمل: ضمان توازن أفضل بين العمل والحياة الشخصية وتوفير بيئة عمل داعمة.
2. تعزيز الرعاية الصحية: تقديم برامج صحية وقائية ودعم الصحة النفسية للموظفين.
3. التدريب والتطوير: تزويد الموظفين بالمهارات اللازمة للتكيف مع متطلبات العمل المتغيرة.
4. المرونة في العمل: تقديم خيارات العمل عن بُعد أو جداول عمل مرنة لتقليل الإجهاد.
يعد ارتفاع نسبة تغيب الموظفين عن العمل في النرويج مؤشرًا يستدعي الاهتمام من قبل الجهات المعنية. من خلال فهم الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة واتخاذ التدابير المناسبة، يمكن تقليل تأثيرها السلبي على الاقتصاد والمجتمع، وضمان استدامة نظام الرفاهية الذي تتميز به النرويج.