ذات صلة

جمع

الاتحاد الأوروبي: رسوم محتملة على أمتعة “اليد” وتعويضات أقل لتأخيرات الرحلات

تدرس دول الاتحاد الأوروبي حزمة تعديلات مثيرة للجدل من...

#النرويج تعتمد قانونًا جديدًا للإجهاض: “حرية أكبر للنساء”

دخل اليوم قانون الإجهاض الجديد في النرويج حيّز التنفيذ،...

مغامرة على حافة الخطر: إنقاذ زوجين هنديين خلال تسلق صخرة بريكستولين في النرويج

#ستافنجر – النرويج في لحظة تحوّلت من مغامرة سياحية إلى...

#النرويج: زيادة جديدة في إعانات العجز (Uføretrygd).

أعلنت الحكومة النرويجية عن زيادة رسمية في إعانات العجز...

شاب #سوري طموح يظهر على غلاف صحيفة Sarpsborg #النرويجية لتفوقه… ويعد بالمزيد

في قصة نجاح ملهمة تجسّد روح الريادة والإصرار، تصدّر...

تصاعد الجدل السياسي في #النرويج حول جرائم المراهقين

تشهد النرويج تصاعدًا حادًا في النقاشات السياسية والاجتماعية حول تزايد أعمال العنف والجرائم المرتكبة من قبل الشباب، خاصة في المدن الكبرى مثل أوسلو وبيرغن وتروندهايم. ويأتي هذا في ظل تقارير أمنية وإحصاءات رسمية تشير إلى تضاعف حالات السرقة والعنف بين المراهقين خلال العامين الأخيرين.

🟦 اليمين السياسي: عقوبات أشد وتشديد أمني

حزب التقدّم (Fremskrittspartiet – FrP) شدد على أن تزايد الجريمة بين الشباب مرتبط بسوء الاندماج والتهميش، خصوصًا لدى الشباب من أصول مهاجرة. ودعا الحزب إلى فرض عقوبات أشد على الجرائم المرتكبة من قبل القصّر، وزيادة عدد أفراد الشرطة في الشوارع، وتطبيق سياسة “صفر تسامح” مع العنف في المدارس والأحياء.

كما طالب حزب اليمين (Høyre) الحكومة بتقديم خطة واضحة لمحاربة التهميش، مشيرًا إلى فشل السياسات الاجتماعية الحالية. الحزب يضغط من أجل إصلاح جذري في برامج NAV (مكتب العمل والرفاهية)، لخفض أعداد الشباب غير النشطين في التعليم أو سوق العمل، وتفعيل مسارات إجبارية للتأهيل الوظيفي.

🟥 اليسار: معالجة الأسباب الاجتماعية قبل العقاب

في المقابل، تؤكد أحزاب اليسار، ومن بينها حزب العمال (Arbeiderpartiet – Ap) والحزب الاشتراكي اليساري (SV)، على ضرورة التركيز على الوقاية والدعم الاجتماعي. وتقول إن معالجة جذور المشكلة، مثل الفقر، والتهميش، واضطرابات الصحة النفسية، أكثر فاعلية من الاكتفاء بالعقوبة.

 

في مناظرة أقيمت في مارس 2025 بتنظيم من مركز أجندة الفكري (Tankesmien Agenda)، ناقش سياسيون وخبراء ما إذا كانت الجريمة تُعالج بالعقاب أو بالعدالة الاجتماعية. وأجمعت الأصوات اليسارية على أن زيادة العقوبات لن تحلّ أزمة تتطلب تدخلات شاملة في الإسكان، التعليم، والرعاية.

 

🟨 توافق سياسي على توسيع الأنشطة للشباب

 

وسط الانقسام السياسي، هناك توافق واسع بين الأحزاب على أهمية توسيع برامج وقت الفراغ والأنشطة الثقافية والرياضية للشباب، خاصة في المناطق الهشة. وفي مايو 2025، نظم LNU (المجلس الوطني لمنظمات الأطفال والشباب) مناظرة حضرها ممثلون من مختلف الأحزاب، شددوا فيها على أن “الوقاية تبدأ من ملعب الحي، لا من أبواب المحكمة”.

 

⚠️ تحذيرات من خطاب التمييز

 

في مبادرة أقيمت بمكتبة ديكمان (Deichman)، دعا المركز النرويجي لمناهضة العنصرية (Antirasistisk Senter) إلى توخي الحذر من الخطابات السياسية التي تركز على خلفية المهاجرين في تحليل الظاهرة. وقال المتحدثون إن “وصم مجموعات معينة يعمّق من مشاعر الغضب والانفصال”، وطالبوا بمعالجة بنيوية تحترم حقوق الإنسان وتحفظ كرامة الفئات المستهدفة.

📊 إحصاءات حديثة

وفقًا لأرقام الشرطة لعام 2025:

تضاعفت بلاغات السرقة والعنف بين الشباب تحت سن 18 في العاصمة أوسلو مقارنة بعام 2023.

 

نسبة كبيرة من المتورطين يعيشون في أحياء منخفضة الدخل ويعانون من انقطاع دراسي طويل الأمد

هناك زيادة ملحوظة في الجرائم المرتكبة داخل المدارس، مما دفع وزارة التعليم إلى مراجعة سياسات الانضباط والسلامة.

رغم اتفاق الجميع على أن جرائم الشباب تمثل تهديدًا متزايدًا للنسيج الاجتماعي في النرويج، إلا أن الخلاف ما زال مستمرًا حول الطريق الأنسب للمعالجة.

بين من يرى في العقوبة وسيلة للردع، ومن يؤمن بأن الاحتواء الاجتماعي هو السبيل الحقيقي لمنع الانزلاق نحو العنف، يبقى الشباب في قلب معركة سياسية لم تُحسم بعد.

 

spot_img