#أوسلو ألقت الشرطة النرويجية القبض على شاب يبلغ من العمر 22 عامًا بتهمة الاحتيال الجسيم، بعد أن تبيّن أنه انتحل صفة ضابط شرطة للاحتيال على عدد من النساء المسنّات وسرقة مبالغ مالية تجاوزت عدة ملايين من الكرونات.
أسلوب إجرامي منظم يستهدف الفئات الضعيفة
وأفادت السلطات بأن المتهم استخدم أساليب احتيالية معقدة، حيث كان يتصل بضحاياه عبر الهاتف ويدّعي أنه يمثل الشرطة أو البنك، محذرًا إياهن من أن حساباتهن البنكية تتعرض لتهديد.
وباسم “التعاون مع التحقيق”، كان يطلب من الضحايا تسليم معلومات حساسة مثل BankID وكلمات المرور، وفي بعض الحالات، كان يرسل أحد شركائه إلى منازلهن لاستلام بطاقات البنك والهواتف المحمولة.
في واحدة من أخطر الحالات، تم إقناع سيدة نرويجية في الثمانينات من عمرها بالسفر إلى دبي بناءً على تعليمات المحتالين. وهناك، تم السيطرة عليها وسحب ما يقرب من 5.6 مليون كرونة من حسابها البنكي. وقد وصفت السيدة تجربتها بأنها «مرعبة ومعزولة تمامًا».
حملة أوسع من الاحتيالات في البلاد
تشير التحقيقات إلى أن هذه الحادثة ليست معزولة، بل جزء من شبكة منظمة تستهدف كبار السن في عموم النرويج.
وأكدت شرطة أوسلو أن 18 شخصًا قد تم توقيفهم منذ سبتمبر 2024، 10 منهم لا يزالون رهن التوقيف الاحتياطي. ويتهم معظمهم بالاحتيال وانتحال صفات رسمية، بينما يُشتبه في تورط بعضهم في تجنيد ضحايا للسفر إلى الخارج وسحب الأموال بطرق ملتوية.
وفي حادثة أخرى، تم استدراج سيدة سبعينية من محافظة «موره أوغ رومسدال» إلى تركيا، حيث سُحبت ملايين الكرونات من حسابها البنكي. تدخل أحد أقاربها في اللحظة المناسبة، وتمكنت السلطات النرويجية، بالتعاون مع الإنتربول والشرطة التركية، من إعادتها سالمة.
الشرطة تطلق تحذيرات مشددة
أكدت الشرطة النرويجية أن أي مكالمة تدّعي تمثيل الشرطة أو البنك وتطلب معلومات بنكية يجب التعامل معها بحذر شديد.
وأوضحت في بيان لها: «لا تطلب الشرطة أو البنوك النرويجية أبدًا معلومات شخصية أو رموز دخول عبر الهاتف، ولا ترسل مندوبين لجمع بطاقات أو أجهزة شخصية من المواطنين».
ونصحت السلطات المواطنين – لا سيما كبار السن – باتباع التعليمات التالية:
- عدم إعطاء أي معلومات تتعلق بـBankID أو كلمات المرور عبر الهاتف.
- رفض أي طلب لاستلام بطاقات أو نقود من المنزل.
- الاتصال فورًا بالشرطة عبر الرقم 02800 أو التواصل مع البنك مباشرة عند الشك.
دعوة لتوعية مجتمعية أوسع
أثارت هذه الحوادث موجة من الغضب والقلق في المجتمع النرويجي، وسط مطالبات بتكثيف حملات التوعية، وتوفير آليات حماية إضافية لكبار السن الذين يُعدّون الفئة الأكثر عرضة لمثل هذه الأنشطة الإجرامية