ذات صلة

جمع

من لاجئ إلى كابتن طيار: قصة مهران عماد الزيلع في #النرويج

وصل مهران عماد الزيلع إلى النرويج كلاجئ سوري قبل...

عدد قياسي من الإفلاسات بين الشركات #النرويجية – قطاع العقارات الأكثر تضررًا

سجّلت النرويج خلال الأشهر الـ12 الماضية رقمًا قياسيًا في...

أكثر من 77 ألف مقعد دراسي في مؤسسات التعليم العالي بالنرويج – إقبال واسع ومنافسة قوية

#أوسلو – أبريل 2025   انتهى الموعد النهائي للتقديم على الدراسة...

من لاجئ إلى كابتن طيار: قصة مهران عماد الزيلع في #النرويج

وصل مهران عماد الزيلع إلى النرويج كلاجئ سوري قبل سبع سنوات، محملاً معه حلمًا كبيرًا بأن يصبح طيارًا. بعد أن فقد كل شيء في وطنه بسبب الحرب السورية، جاء مهران إلى النرويج آملاً أن يجد فرصة جديدة في هذا البلد الذي استقبله بكل ما فيه من فرص وموارد. ورغم الصعوبات الكبيرة التي واجهها، بما في ذلك تعلم اللغة النرويجية، وتعلم كيفية التأقلم مع ثقافة جديدة، لم يتخلَّ عن طموحه.

الخطوة الأولى: تحديات الاندماج

مهران، مثل كثير من اللاجئين، وجد نفسه في البداية مضطراً للقيام بتحديات يومية في سبيل التأقلم مع الحياة في النرويج. تعلم اللغة النرويجية كان الخطوة الأولى نحو الاندماج، وهو ما كان صعبًا في البداية. كان يشعر أحيانًا بالإحباط بسبب العوائق اللغوية، ولكن سرعان ما استوعب أن النجاح في هذا البلد يتطلب أكثر من مجرد فهم اللغة، بل يحتاج إلى العزيمة والصبر.

كان حلمه بأن يصبح طيارًا بعيد المنال في البداية، خاصةً أنه لم يكن يمتلك الخبرة الكافية أو الموارد المالية لذلك. لكن مهران قرر أن يعيد بناء حياته من جديد في النرويج، وبدأ يدرس الطيران في أكاديمية محلية. ومع كل خطوة كانت التحديات تصبح أكبر، لكنه كان مصمماً على متابعة حلمه.

رحلة الطيران: سنوات من الجهد والمثابرة

الطيران ليس مجالًا سهلاً، وهو يتطلب تدريبًا طويلًا وجهدًا مستمرًا. بدأت أولى خطوات مهران في دراسة الطيران مع صعوبة في إيجاد التمويل لدراسة هذا المجال، لكنه استطاع الحصول على منحة دراسية ودعم من المجتمع المحلي، حيث أدرك العديد من النرويجيين الجدد أن هذه الفرصة هي سبيل لإحداث تغيير كبير في حياة مهران.

عمل مهران بجد لإكمال دراسته، وواجه تحديات عديدة. كان عليه أن يوازن بين دراسته، العمل الجزئي لدعم نفسه، والتعامل مع حياة جديدة تمامًا. لكن كلما اقترب من هدفه، كانت عزيمته تزداد قوة.

النجاح: الحصول على الجناح الذهبي

بعد سنوات من الجهد المستمر والمثابرة، اجتاز مهران بنجاح آخر ثلاثة اختبارات متقدمة في مجال الطيران، وحصل على “الجناح الذهبي” الذي يعترف به كابتن طيار معتمد. هذا الإنجاز كان بمثابة تتويج لحلم كان بعيدًا عن متناوله في البداية، ولكنه أصبح الآن واقعًا.

“أن تصبح كابتن طيار هو حلم حياتي، وعندما حصلت على الجناح الذهبي، شعرت أنني قد حققت كل شيء كنت أتمناه. لا يقتصر النجاح على الجهد الشخصي فقط، بل على دعم المجتمع الذي استقبلني ومنحني الفرصة لتحقيق حلمي”، يقول مهران.

دروس من النجاح: الإصرار على النجاح

قصة مهران عماد الزيلع تُعد مثالًا حيًا على الإصرار والتفاني. رغم كل التحديات التي واجهها، سواء كانت اللغة، أو الثقافة الجديدة، أو حتى القبول المجتمعي، أظهر مهران قوة الإرادة ورفض الاستسلام أمام الصعوبات. قصته تُظهر كيف يمكن للاجئين أن يحققوا أحلامهم، وكيف يمكنهم أن يكونوا أعضاء فاعلين في المجتمعات التي تستقبلهم.

اليوم، يواصل مهران عمله ككابتن طيار، ليس فقط في النرويج ولكن أيضًا في العديد من رحلات الطيران الدولية، ويشارك في تجارب عديدة مع الشباب، خصوصًا اللاجئين، ليُثبت لهم أن لا شيء مستحيل.

“اللاجئ ليس فقط شخصًا هاربًا من الحرب، بل هو إنسان يملك قدرات وأحلام. لا يمكننا أن نعيش في الماضي أو أن نكون أسرى للظروف. يجب أن نركز على المستقبل، وعلى ما يمكننا تحقيقه”، يقول مهران


 

قصة مهران هي أكثر من مجرد قصة عن لاجئ بدأ حياته في النرويج. هي قصة عن إنسان بدأ من الصفر، واجه التحديات بكل عزيمة، وحقق نجاحًا رغم الصعوبات. إنها تذكير قوي للجميع أن الأحلام يمكن أن تتحقق إذا تمسكنا بها، بغض النظر عن الظروف التي نمر بها.

قصة مهران عماد الزيلع تبرز أهمية المجتمع النرويجي في دعم اللاجئين، وتُظهر كيف يمكن لهذه القصص أن تكون مصدر إلهام لكل شخص يسعى لتحقيق هدفه، مهما كانت الظروف.

spot_img