احتلت النرويج المرتبة السابعة في تقرير السعادة العالمي لعام 2025، لتسجل بذلك أدنى ترتيب بين الدول الإسكندنافية. ويعد هذا التقرير السنوي مؤشرًا عالميًا يقيس مستوى السعادة في مختلف دول العالم بناءً على عدة عوامل اجتماعية واقتصادية وصحية.
عوامل التقييم
يعتمد تقرير السعادة العالمي على مجموعة من العوامل الرئيسية التي تؤثر في جودة الحياة، مثل الناتج المحلي الإجمالي للفرد، والدعم الاجتماعي، ومتوسط العمر المتوقع، والحرية في اتخاذ القرارات، والكرم، وغياب الفساد. كما يستند إلى استطلاعات رأي تُجرى سنويًا، حيث يُطلب من المشاركين تقييم حياتهم على مقياس من 0 إلى 10.
النرويج والدول الإسكندنافية: تراجع ملحوظ
لطالما احتلت الدول الإسكندنافية مراتب متقدمة في تقارير السعادة، وغالبًا ما تصدرت القوائم بفضل أنظمتها الاجتماعية القوية والاهتمام بالصحة والتعليم والمساواة. ومع ذلك، شهدت النرويج هذا العام تراجعًا طفيفًا، حيث جاءت خلف جيرانها السويد والدنمارك وفنلندا وآيسلندا.
وفقًا للتقرير، يعزى هذا التراجع إلى مجموعة من العوامل، أبرزها ارتفاع تكاليف المعيشة في السنوات الأخيرة، إلى جانب زيادة ملحوظة في الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية لدى فئات معينة من السكان، خصوصًا كبار السن والمهاجرين.
أهمية التضامن المجتمعي
أكد التقرير على أن التضامن المجتمعي والاهتمام بالآخرين لهما دور محوري في تعزيز الشعور بالسعادة. وشدد على أهمية بناء مجتمعات قائمة على الثقة المتبادلة والدعم الجماعي، وهو ما ساعد العديد من الدول على الحفاظ على مستويات مرتفعة من السعادة رغم الأزمات الاقتصادية والسياسية العالمية.
في هذا السياق، أوضح التقرير أن النرويج ما زالت تتمتع بأساس قوي من القيم الاجتماعية التي تعزز من تماسك المجتمع، إلا أن هناك حاجة لتعزيز برامج الدعم الاجتماعي والتركيز على الصحة النفسية لمواجهة التحديات الجديدة.
النظر إلى المستقبل
على الرغم من تراجع النرويج في التصنيف، لا تزال البلاد واحدة من أفضل الأماكن للعيش في العالم، بفضل نظام الرعاية الصحية المتقدم، والتعليم المجاني، والاهتمام بالبيئة.
ختامًا، يُبرز التقرير أهمية التعاون المجتمعي وبناء سياسات تدعم الأفراد في تحقيق توازن بين الحياة العملية والشخصية، مع التأكيد على أن مستقبل السعادة في النرويج يعتمد على قدرتها في تعزيز روح التضامن والمساواة في مجتمعها.
المصدر Fhi