أظهرت دراسة أجراها المعهد النرويجي للصحة العامة (FHI) أن المهاجرين الذين لا يتعلمون اللغة النرويجية يواجهون احتمالاً أكبر للإصابة بمشاكل صحية كلما طالت فترة إقامتهم في النرويج. تسلط هذه الدراسة الضوء على العلاقة الوثيقة بين المعرفة باللغة النرويجية والصحة العامة، حيث تبين أن الافتقار إلى مهارات اللغة يشكل حاجزًا أمام الاندماج المجتمعي والحصول على الرعاية الصحية اللازمة.
أبرز نتائج الدراسة:
- زيادة خطر المشاكل الصحية:
وجدت الدراسة أن المهاجرين الذين لا يتقنون اللغة النرويجية يواجهون خطرًا أكبر للإصابة بعدة أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، إضافة إلى معاناتهم من آلام الظهر والرقبة، فضلًا عن تعرضهم لمشاكل نفسية كالاكتئاب والقلق.
- تأثير اللغة على الحصول على الرعاية الصحية:
عدم إتقان اللغة النرويجية يؤدي إلى صعوبة فهم التعليمات الطبية أو وصف الأعراض بدقة للأطباء. هذا قد يؤدي إلى سوء الفهم أو حتى أخطاء في التشخيص والعلاج. كما أن اللغة تشكل حاجزًا أمام متابعة العلاج والتواصل مع الكادر الطبي بشكل عام.
- الاندماج والعمل:
يلعب تعلم اللغة دورًا محوريًا في اندماج المهاجرين في سوق العمل والمجتمع بشكل عام. أولئك الذين لا يتعلمون اللغة يواجهون صعوبات في إيجاد فرص عمل ملائمة، ما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية ويؤثر سلبًا على الصحة النفسية.
- الفرق بين الأجيال:
تشير الدراسة إلى أن الأجيال الشابة من المهاجرين تتعلم النرويجية بشكل أسرع من الأجيال الأكبر سنًا، مما يؤدي إلى فجوة لغوية بين أفراد العائلة الواحدة. هذا قد يخلق تحديات إضافية في التواصل داخل الأسرة.
توصيات المعهد النرويجي للصحة العامة:
تعزيز برامج تعليم اللغة النرويجية:
أوصى المعهد بضرورة توفير دورات تعليم اللغة النرويجية لجميع المهاجرين، مع التركيز على الفئات الأكثر عرضة للعزلة الاجتماعية والمشاكل الصحية.
تحسين خدمات الترجمة في المؤسسات الصحية:
أكد التقرير على أهمية توفير خدمات الترجمة الفورية في المرافق الصحية لضمان حصول المرضى من أصول مهاجرة على التشخيص والعلاج الصحيحين.
زيادة الوعي الثقافي لدى الكوادر الصحية:
أوصى التقرير بتدريب العاملين في القطاع الصحي على التعامل مع التنوع الثقافي، وفهم العوامل الاجتماعية والثقافية التي قد تؤثر على صحة المهاجرين.
تشجيع التفاعل المجتمعي:
أوصى التقرير بدعم المبادرات التي تجمع المهاجرين مع النرويجيين في أنشطة اجتماعية وتعليمية لتعزيز تعلم اللغة والاندماج في المجتمع.
تشير الدراسة إلى أن تعلم اللغة النرويجية ليس مجرد أداة للاندماج في سوق العمل والمجتمع، بل هو عامل أساسي للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية للمهاجرين. لذلك، من الضروري وضع سياسات تدعم تعلم اللغة بشكل مستمر لضمان صحة ورفاهية جميع أفراد المجتمع النرويجي.
إذا رغبت في قراءة التقرير الكامل، يمكنك زيارة موقع المعهد النرويجي للصحة العامة (FHI) عبر الرابط:
fhi.no