نشرت صحيفة Dagelijksestandaard الهولندية مقالًا مطولًا تناولت فيه تصاعد خطاب الكراهية بين بعض المهاجرين السوريين ضد الطائفة العلوية، مستندةً إلى مقطع فيديو صادم نُشر على منصة “تيك توك” من قبل امرأة سورية تقيم في مدينة دين بوش. وصفَت الصحيفة الفيديو بأنه يحمل رسالة مرعبة “تجعل الشعر يقف من هولها”، حيث دعت فيه هذه المرأة إلى ارتكاب إبادة جماعية ضد العلويين، مستهدفةً الرجال والنساء والأطفال على حد سواء.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القضية ليست بعيدة عن المجتمع الهولندي، بل تحدث “تحت أنوفنا مباشرة”، معتبرة تجاهلها أمرًا معيبًا.
الفيديو، الذي قام الصحفي الهولندي هارالد دورنبوس بترجمته، يُظهر المرأة وهي تصرخ قائلة: “ألقوهم في البحر… لكي لا يُقال إن السمك جاع في عهد بني أمية. ارموهم، لا تصوروا…”، مؤكدةً على دعوة صريحة للإبادة الجماعية والتطهير العرقي. وذكرت الصحيفة أن المقطع حصد أكثر من مليوني مشاهدة على “تيك توك”، مما يعكس مدى انتشار هذا الخطاب المروع وقربه من المدن الهولندية.
لم يتوقف الأمر عند هذا الفيديو؛ فقد أشارت الصحيفة إلى مقطع آخر لامرأة سورية-فلسطينية تحمل جواز سفر هولندي، حيث أظهر خطابها نفس المستوى من التطرف، إذ قدمت ما وصفته الصحيفة بـ”نصائح” حول كيفية التخلص من العلويين، قائلة: “ارموا جثثهم في الجبال حتى لا تجوع الكلاب.”
وخلصت الصحيفة إلى أن هذه الحوادث ليست حالات فردية، بل تعكس نمطًا مقلقًا من الكراهية المتطرفة التي تنتشر في هولندا، حيث تستخدم بعض النساء الحاملات للجنسية الهولندية وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للعنف. وأوضحت أن هذا الخطاب يمثل تهديدًا مباشرًا للقيم والأمن في المجتمع الهولندي.
كما سلطت الضوء على أن هذه الدعوات تتماشى مع أجندات الجماعات المتطرفة مثل “هيئة تحرير الشام”، محذرةً من أن المتطرفين يستغلون وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الكراهية وتحريض الشباب، ما يشكل خطرًا لا يهدد سوريا وحدها، بل يمتد ليطال هولندا أيضًا.
في ختام مقالها، طالبت الصحيفة السلطات الهولندية باتخاذ إجراءات صارمة ضد من وصفتهم بـ”دعاة الكراهية”، بما في ذلك سن قوانين أكثر صرامة، وترحيل المتطرفين، والتعامل بحزم مع أي مظهر من مظاهر التطرف. كما دعت وزيرة اللجوء، مارغولين فابر، إلى فرض تجميد فوري على طلبات اللجوء..