بعد أن توالت زيارات رؤساء كبريات شركات التكنولوجيا الأميركية إلى الصين، طُرحت تساؤلات عديدة بشأن المغزى من هذه الزيارات، والرسالة التي أرادت بكين توجيهها من استقبالها لأقطاب التكنولوجيا والاقتصاد في الولايات المتحدة الأميركية، وهل وجدت بهذه الوسيلة ضالتها لإصلاح ما أفسدته السياسة بين البلدين.
وسلط برنامج “ما وراء الخبر” (2023/6/17) الضوء على التصريحات التي أدلى بها الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال استقباله مؤسس شركة مايكروسوفت الأميركية بيل غيتس، حيث اعتبر شي أن تطوير العلاقة بين بلاده والولايات المتحدة يقع على عاتق الشعبين، مشددا في الوقت ذاته على أهمية التعاون بين البلدين، “الذي عرقلته خلافات بشأن حقوق الإنسان وتايوان والأمن والتكنولوجيا”، على قوله.
وفي محاولة منه لتفسير تصريحات الرئيس الصيني، اعتبر فيكتور غاو نائب رئيس مركز الصين والعولمة أن الأمر يعد “كلمة مشفرة” من أجل دفع الشركات الكبرى للضغط على إدارة بايدن للحد من بعض التوترات المتعلقة بحقوق الإنسان، وكذلك تايوان والصراعات العسكرية التي تعد أساس توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
وفي الوقت ذاته، أكد غاو على أن الصين نفسها معنية بالتنمية الاقتصادية التي تقتضي التعاون مع المؤسسات الكبرى العالمية، وفي مقدمتها المؤسسات الأميركية العملاقة في مجال التكنولوجيا والاقتصاد.
أميركا والصين
أما الصحفي المتخصص في تكنولوجيا الاتصالات محمد علي السويسي، فاعتبر أن زيارات شخصيات أميركية مؤثرة في مجال التكنولوجيا والاقتصاد، تحمل رسالة واضحة مفادها أن عالم التكنولوجيا في أميركا تربطه علاقات كبيرة مع الصين، والشركات التكنولوجية الكبرى لا تؤيد تأثير السياسة على نطاق عملها وتطورها وتوسعها في العالم.
وعلى الصعيد الأميركي، اعتبر المدير السابق لأبحاث سياسات التجارة والتصنيع في معهد السياسة الاقتصادية في واشنطن روبرت سكوت، أن زيارة عمالقة التكنولوجيا والاقتصاد الأميركيين إلى الصين، مهمة لهذه الشركات، كون الصين تعتبر واحدة من أكبر الأسواق العالمية، خاصة أن فيها بيئة ملائمة ساعدتهم على توسيع نطاق أعضائهم وتسويق منتجاتهم في العالم.
وبشأن المخاوف الأميركية من الصين، رأى أن ما يناسب الصين والشركات المتعددة الجنسيات لا يخدم بالضرورة مصالح الأمن القومي الأميركي، مشيرا إلى أنه يجب مواجهة الصين بشأن سياستها المستمرة الاستغلالية، وعدم التزامها بضوابط التجارة العالمية.
يذكر أنه بعد نحو أسبوعين من زيارة إيلون ماسك رئيس شركة تسلا، وبعد أقل من 3 أشهر من زيارة تيم كوك المدير العام لشركة آبل، وصل بيل غيتس مؤسس مايكروسوفت إلى الصين، حيث التقى الرئيس شي جين بينغ الذي قال إن الولايات المتحدة والصين يمكنهما تطوير التعاون لصالح البلدين، لولا خلافات بينهما بشأن حقوق الإنسان وتايوان والأمن والتكنولوجيا.
وتأتي هذه التصريحات في خضم حرب تجارية بين الصين والولايات المتحدة، تتزامن بدورها مع توتر سياسي وعسكري يسعى البلدان لاحتوائه، من خلال زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الصين.