احتفىل محرك البحث العالمي العملاق غوغل معمارية عربية عراقية وهي الراحلة زها حديد. وظهر ذلك من خلال رسمة لهذه الفنانة المميزة وبجانبها رسمة مجردة لأحد مبانيها.
فقد العالم موهبة استثنائية انحنى الجميع أمام منحنيات رسمتها ومبان خطت بها معالم معمارية لحاضر ومستقبل سيشهدان على عبقرية سيدة عربية عراقية هي المعمارية “زها حديد”.
كان من المفترض أن يتم نشر هذا المقال في العدد السابق والصادر في الأول من آذار ولكن لأسباب فنية تم تأجيله لهذا العدد ولكن هذه المرة للتذكير بامرأة خطت بصماتها معالم بالمعدن والحجر في كل أصقاع الأرض.
زَها حديد معمارية عراقية تحمل الجنسية البريطانية عاشت معظم حياتها في لندن. وُلدت في بغداد 31 في أكتوبر 1950. هي إبنة وزير المالية العراقي الأسبق محمد حديد. وهي واحدة من المهندسين المعماريين الأكثر نفوذاً في العالم، ولكنها لم تقتصر على فن العمارة بل تعدتها إلى ابتكار تصاميم حصرية في عالم الموضة والفن. “وهي أول امرأة في العالم تحصل على جائزة بريتزكر عام 2004 التي تعتبر بمثابة جائزة نوبل في الهندسة. تمتعت زها بشخصية فذة صلبة ومصممة، وصريحة في أن معاً، وقد أطلق البعض عليها لقب “المرأة الحديدية”.
“ملكة المنحنيات”
رحلت المعمارية العالمية المتميزة “ملكة المنحنيات” زها حديد عن عمر يناهز 65 عاماً إثر نوبة قلبية مفاجئة، تاركةً وراءها بصمات معمارية غير مسبوقة غيّرت معالم فن العمارة في العالم. صممت زها كل أنواع المباني فمن مراكز تسوق تستشرف مستقبل الفضاء، إلى مدرسة على شكل الحرف Z يخترقها ويتوسطها مضمار ركض.
أسلوب فريد
في كل المحافل العالمية والتي يذكر فيها الفن المعماري غير المألوف والمبدع، تذكر زها حديد. ويذكر معها الأسلوب غير الاعتيادي والملفت وكأنه قادم من المستقبل أو من المريخ. وفيما يبدو أنها تأثرت بأحد رواد فن البورتريه في القرن التاسع عشر وهو كازيمير ماليفيتش بتشكيلاته الهندسية فائقة البساطة، مربع أو مربعات، أو مستطيلات، مع الخطوط المنحنية، ذات ألوان أساسية قوية.
مبان من الفضاء
أنجزت المهندسة الشهيرة العديد من المشاريع جاوزت تكلفة بعض منها مجتمعة مليارات الدولارات، فبعض المشاريع وصل إلى مئات الملايين من الدولارات. من أبرزها متحف غوغنهايم في ليشونغ بتايوان، ومتحف الفن المعاصر في روما. وهي صاحبة تصميمي مصنع بي إم دبليو في ليبزيغ، وأوبرا كانتون في الصين، وهذه بعض الأمثلة:
مركز فاينو للعلوم في فولفسبورغ بألمانيا، قالت عنه حديد إنه “يختزل عصارة أفكار أعمالي على مدى الزمن الطويل”، في حين قال أحد النقاد في وصفه إنه “مبنى مذهل أشبه بدوامة حديد وإسمنت نابضة ومثيرة، حيث يشعر الزائر بسحر الفضاء كأنما يستمع إلى أوبرا”.
دار أوبرا غوانغ جو بالصين (2010)، قالت حديد في وصف مبناها هذا الذي كلف 186 مليون دولار إنه “مثل الحصى في مجرى نهر صقلته ونحتته عوامل التعرية من شدة التيار” حيث صمم المبنى ليتناغم بانسجام تام مع ضفة النهر التي تكمل مشهده.
مركز إطفاء فيترا في مدينة فيل آم راين الألمانية (1994)، في وصفه كتبت مجلة فنون العمارة Architectural Review “إنه نموذج ساطع على القوة البلاغية لفن العمارة وإمكانية تحقيق نتائج مبهرة رغم الإمكانات الضيقة”.
مركز لندن المائي بستراتفورد (2012)، وصفته الغارديان بأنه “أكثر مسبح بلدي تفغر له الأفواه دهشة في العالم”. بني من أجل أولمبياد 2012 بتكلفة 385$ مليون دولار.
واستوحت زها حديد تصميم مركز التراث العمراني من الكثبان الرملية والبيئة التراثية حيث فازت مدينة الدرعية السعودية بآخر تصاميم الراحلة زها حديد عبر مشروع مركز التراث.
رغم شهرتها العالمية، إلا أن عبقرية العمارة زها حديد والتي رحلت عن عالمنا بتاريخ 31 مارس كانت تعيش في منزل صغير في العاصمة البريطانية لندن،
تصميم منزلها من الداخل غلب عليه اسلوبها المعماري الحديث إلى أدق التفاصيل حتى فيما يتعلق بأدوات الطعام والديكورات البسيطة ولكن الغالب في كل مكان هو اللون الأبيض.