المصدر: الكومبس – ستوكهولم: كشف تحقيق أجراه التلفزيون السويدي أن طبيباً في مستشفى هالمستاد حصل على السائل المنوي لرجال قدموا عينات أثناء تقييم الخصوبة واستخدمه في التلقيح الاصطناعي دون أن يعرفوا. وبيّن التحقيق أن أن خمسة رجال على الأقل أصبحوا آباء دون أن يوافقوا على التبرع، الأمر الذي سبب لهم صدمة.
وقال بينغت، أحد هؤلاء الرجال “لقد تعرضت للسرقة. إنه أمر مهين جداً”.
وكان بينغت قدم عينات من الحيوانات المنوية لأنه واجه وزوجته صعوبة في إنجاب الأطفال. وبعد 31 عاماً عرف أن لديه ابنة مجهولة.
يقول بينغت “ماذا يحدث في حياتي؟! أنا أب لفتاة وُلدت قبل ابنتي بثمانية أشهر”.
وأظهر التحقيق الذي استعان بعلم الأنساب عبر استخدام الحمض النووي أن خمس عمليات تلقيح لم تتم بشكل صحيح في مستشفى هالمستاد بين العامين 1985 و1996.
وكانت القصة بدأت بشابة اسمها إيميلي بيرشون وُلدت عبر التبرع بالحيوانات المنوية في عيادة الخصوبة في مستشفى هالمستاد في العام 1986. وعندما لجأت إلى المستشفى بعد البلوغ لتعرف اسم الشخص الذي تبرع بالحيوانات المنوية علمت، مثل عدد من الأبناء الآخرين، أن المعلومات غير موجودة.
وقالت إيميلي “صُدمت جداً ولم أكن أعرف كيفية التعامل مع ذلك”.
غير أن الشابة استمرت في محاولة معرفة أبيها وأجرت اختباراً للحمض النووي، وبالاستعانة بعلماء الأنساب وصلت إلى والدها البيولوجي “زدرافكو”. وعبّر الوالد عن صدمته بوجود ابنة له وأخبرها أنه لم يتبرع أبداً بأي سائل منوي، لكنه كان قد خضع مع زوجته آنذاك لتقييم الخصوبة في المستشفى، لأنهما لم ينجبا أطفالاً. وخلال الفحص قدم زدرافكو عينات من الحيوانات المنوية. ما يعني أن المستشفى استخدم الحيوانات المنوية دون إذنه.
وفي حالة أخرى، تعقبت فيليسيا المولودة في العام 1993 والدها البيولوجي واتضح أنه لجأ إلى العيادة لمعالجة العقم وأنه لم يتبرع بالسائل المنوي.
وأظهر التحقيق الذي نشر اليوم وجود ثلاث حالات أخرى غير الحالتين المعروفتين، ما يعني أن الطبيب نفسه، وهو متوفى الآن، استخدم الحيوانات المنوية بشكل منهجي من رجال دون علمهم. حيث اكتشفت ريبيكا كريستوفشون، الابنة البيولوجية لبينغت، وشقيقاها ألكسندرا بيل وتوبياس أندرشون مؤخرا أنهم، مثل إيميلي بيرشون، قد جاؤوا إلى الدنيا نتيجة تلاعب الطبيب.
وقالت ألكسندرا “كان أملي أن يكون شخصاً قد تبرع طواعية”.
وبحسب بيانات مستشفى هالمستاد، يوجد حوالي 35 طفلاً ولدوا عن طريق التبرع بالحيوانات المنوية بين العامين 1985 و 1996. وكان الطبيب المعني ذكر في مقابلات صحفية قديمة أنه شارك في التلقيح في الماضي ونتج عن ذلك 15 طفلاً. وفي المجموع، يمكن أن يكون هناك 50 طفلاً شارك الطبيب في عملية التلقيح الاصطناعي التي أنجبتهم.
وقالت ريبيكا كريستوفشون “إنه جحيم من الفوضى. للأسف أنه لم يعد على قيد الحياة ولا يمكن محاسبته على ما فعله”.
ولم يستطع المستشفى أن يقدم تفسيراً كيف تم التبرع بالحيوانات المنوية للرجال دون إذنهم ولنساء غير معروفات لهم. كما لم يتمكن من الإجابة عما إذا كانت الحيوانات المنوية استخدمت بشكل غير قانوني في مناسبات أكثر من الحالات الخمس التي تم الكشف عنها.
وقال المسؤول في المستشفى كريستيان ليدن “من المحزن معرفة أن الأمور ساءت إلى هذا الحد”.
وينص قانون التلقيح الاصطناعي في السويد على أنه يجب على الطبيب تسجيل المتبرع بالحيوانات المنوية في سجل طبي خاص يجب الاحتفاظ به لمدة 70 عاماً على الأقل.
كما ينص القانون على حق الأبناء بمعرفة أصلهم البيولوجي. ويحق للأطفال، الذين ولدوا عن طريق التلقيح من متبرع، الوصول إلى المعلومات المسجلة في السجل الطبي الخاص للمستشفى بشرط أن يكون الابن قد بلغ مرحلة النضج الكافي.
المصدر: www.svt.se