نشرت صحف تركية تفاصيل جديدة حول الحريق الذي أودى بحياة سيدة سورية وأبنائها الستة، إلى جانب طفلين من أبناء عمومتهم قبل يومين في ولاية بورصة التركية.
ويصف مراسل صحيفة (Duvar) الحي الذي تقطنه العائلة السورية “ديغيرمين أونو” بكونها من أكثر الأحياء النائية في المنطقة، إذ تقع على منحدرات أولوداغ التي تعاني من نقص في وسائل النقل العام.
ونقل مراسل الصحيفة عن الشرطة الموجودة في مكان الحادثة، أن العائلة لم تستطع السكن وسط المدينة بسبب رفض ملاك المنازل تأجيرهم بحجة كثرة عددهم، إضافة إلى رخص الإيجارات في هذه المنطقة النائية.
وكشفت صحيفة (Yeni Şafak) التركية بأن الأب حسين الجاسم، الذي هاجر مع عائلته إلى تركيا عام 2017 قادماً من حلب، يكسب لقمة عيشه عبر جمع الأوراق والنايلون من الأحياء والأزقة.
وزير الداخلية التركي سليمان صويلو يشارك في تشييع جثامين العائلة السورية في بورصة (وسائل إعلام تركية)
تشييع جثامين الأطفال السوريين بحضور سليمان صويلو في بورصة | فيديو
وأوضحت الصحيفة أن العائلة انتقلت إلى منزلهم قبل شهرين من الآن، وبأن الأب وأخاه كانا في مدينة إسطنبول يحضران عزاء أقاربهم ساعة وقوع الحادث في منزله حيث توفيت زوجته وأطفاله الستة واثنان من أبناء أخيه بالحريق.
وقال الأب حسين الجاسم للصحيفة: “انتقلت إلى هذا المنزل قبل شهرين، وفي يوم الحادثة، ركبت المدفأة وأشعلتها ثم غادرت، ولم يمر سوى 5 إلى 6 ساعات حتى اندلع الحريق في المنزل”، حيث أشارت الجريدة إلى أن العائلة كانت تستعمل مواد قابلة للاشتعال للتدفئة.
وفي لقاء أجراه ارجومنت أكدينيز زعيم حزب العمل “EMEP” مع موقع (T24) التركي، قال إن حسين الجاسم يعمل في مشغل للنسيج في الصباح، وفي المساء يعمل في جمع الأوراق والنايلون حتى يجمع قوت عائلته.
وكشف “أكدينيز” عن أن من بين أطفال “الجاسم” الذين فقدوا حياتهم في الحريق، هناك طفلان أعمارهما 10 و9 سنوات يعملان في ورشة لتصنيع السلالم، وذلك بهدف مساعدة عائلاتهم في تحمل مصاريف الحياة.
وأشار “أكدينيز” إلى أن معظم العائلات السورية في تركيا تعاني من مشكلة عمالة الأطفال، ومن مشكلة العمل من دون حقوق وقوانين تحميهم، وذلك بسبب الفقر الذي يعيشون فيه، وهو ما وصفه بالجريمة “الاجتماعية”.
وأضاف: “منذ أكثر من 11 عاماً على وجود السوريين هنا، لم يطرأ أي تغيير على وضعهم الاقتصادي والاجتماعي، حيث يعملون تحت ظروف قاسية وفي أسوأ المهن والأماكن، وفي أكثر الأعمال خطورة في البلاد”.
وأقيمت صلاة الجنازة على المواطنة السورية أمينة طه الموسى، والأطفال السوريين (محمد – ياسر – أحمد – غرام – مرام – علي) من عائلة الجاسم، إلى جانب اثنين من أبناء عمومتهم (أحمد – علي) الجاسم، وذلك في مسجد (محرابلي) بعد صلاة ظهر أمس الأربعاء في ولاية بورصة.
وحضر صلاة الجنازة كل من وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، ووالي بورصة يعقوب جانبولات، ورئيس بلدية بورصة الكبرى علي نور أكتاش، وأقارب المتوفين، حيث أقيمت تسع صلوات جنازة لضحايا الحريق التسعة.