أطلق هولنديون حملة تطالب سلطات بلادهم بإبقاء 75 لاجئاً أغلبهم سوريون في مدينتهم بعد تلقيهم معلومات تفيد أنه سيتم نقلهم إلى مكان آخر.
وذكرت صحيفة “هارت فان نيدرلاند” في تقرير، أن 75 لاجئاً أغلبهم سوريون يعيشون على متن سفينة “بوسيدون” التي تم تخصيصها لاستقبال لاجئين في بلدة (ميدلهارنيس) التابعة لبلدية خوريه- أوفرفلاكيه الواقعة جنوبي هولندا، يتوجب عليهم مغادرة المدينة قريباً، لكن مجموعة من سكان البلدة وقعوا التماساً لضمان استمرار بقائهم في البلدة.
“لقد أصبحنا عائلة”
ووقع على العريضة ما يقارب 1300 شخص، وتقول كاثينكا جيلير، وهي إحدى الهولنديات الموقعات على العريضة: “لقد أصبحنا حقاً عائلة، يبدو الأمر وكأن نصف عائلتنا تغادر.. أنا حزينة بسبب ذلك بعض الشيء”.
وتشير أريان ستروبر، إحدى الموقعات أيضاً على العريضة إلى أن “اللاجئين يشعرون بالقلق، ولديهم الكثير من الأسئلة: إلى أين نحن ذاهبون؟ هل سنبقى معاً؟ لا أحد يستطيع الرد عليهم”.
وأعربت ستروبر عن سعادتها من الدعم الذين يحصلون عليه من سكان البلدة، وتقول “أعتقد أنه من الرائع حقاً أن ترى أن الناس يُحدثون ضوضاء إيجابية.. والرجال يعتبرونها مشجعة جداً.. هم الآن يعرفون الكثير من الناس هنا، لكن أكثر ما يبعث على الدفء لديهم أن هناك الكثير من الناس الذين يفكرون فيهم”.
ووفقاً لمتطوعين، فإن البلدية ملتزمة الآن باللاجئين الأوكرانيين الذين فروا بعد الغزو الروسي لبلادهم وتجهز أماكن لاستقبالهم.
وتضيف ستروبر أن “لاجئي الحرب الأوكرانيين يحتاجون ذلك بالطبع.. هذا أمر لا جدال فيه، لكن الرجال الـ 75 هم أيضاً ضحايا حرب يحتاجون إلى مكان يعيشون فيه.. نظراً لأن العديد من الأماكن أصبحت متاحة هنا، يمكنك القول إن هناك أيضاً المزيد من الإمكانات لهذه المجموعة، بحيث يتم استخدام مواقع الاستقبال هذه أيضاً لهؤلاء الأشخاص، وسيكون من الرائع لو استطاعوا الاستمرار بالبقاء هنا، كما أن ذلك مفيد أيضاً لاندماجهم”.
وبحسب موقع “رايموند” الهولندي، فإن اللاجئين الآن تعلموا قدراً كبيراً من اللغة الهولندية وكوّنوا أصدقاء، وتقول ستروبر إن “هؤلاء الأشخاص سريعون بتعلم اللغة وملتزمون تجاه المجتمع ويقومون بعدة أعمال تطوعية، ونظراً لإيجابيتهم نريد أن نحتفظ بهم هنا”.
“وكأننا في بيتنا”
اللاجئون أنفسهم يوافقون على العريضة ويقول غسان للصحيفة الهولندية: “حقاً نشعر وكأننا عائلة”، ويوافقه جمال الرأي بالقول إن “الناس من حولنا تجعلنا نشعر وكأننا في بيتنا”.
الهولندية التي أطلقت الحملة آنيا فيتاهوك تقول إن “شاغلنا الرئيسي هو أن يتمكن اللاجئون من البقاء معنا في المنطقة، من شبه المؤكد أنه سيتعين عليهم مغادرة هذا القارب، لكنهم اعتادوا بالفعل على جزيرة خوريه- أوفرفلاكيه في الأشهر الأربعة الماضية”.
وتضيف: “يتم إنشاء أماكن هنا على الجزيرة لاستقبال اللاجئين، فلماذا لا يستطيع هؤلاء الرجال البقاء هنا؟ لماذا يتعين عليهم الابتعاد عن بعضهم والانتقال إلى مكان آخر؟ لماذا لا نحتفظ بالشيء الجيد؟”، لكن اللاجئ جمال يفهم القرار أيضاً: “نشعر بالحزن لأننا يجب أن نغادر، لكن الأوكرانيين نساءً وأطفالاً، هم بحاجة إلى المساعدة الآن أكثر مما نحتاج إليها”.
بدورها، وصفت مؤسسة إيواء طالبي اللجوء “COA” الأمر بـ “المؤسف”، لكن لديهم اتفاقية مع البلدية تلزمهم بنقل اللاجئين إلى مكان آخر. وقالت: “نحاول أن نرى ما هو الأنسب لطالبي اللجوء.. تظهر التجربة أنهم غالباً ما يذهبون إلى العديد من الملاجئ الأخرى، وربما لا يمكنهم البقاء معاً كمجموعة مكونة من 75 شخصاً”.
ومن جهتها، عبرت البلدية في رد مكتوب عن تقديرها الكبير لجهود المتطوعين، وجاء في الرد: “تتفهم البلدية خلفية الالتماس ودوافعه جيداً وتعتقد أيضاً أنه يجب توفير رؤية واضحة على المدى القصير بشأن الإقامة المستقبلية للاجئين”.
دراسة: السوريون في هولندا هم الأكثر فقراً بين اللاجئين
ومنذ عام 2011، لجأ عشرات آلاف السوريين إلى هولندا على مدار أعوام الثورة السورية هرباً من النظام السوري الذي قمع المدن الثائرة بكل أنواع الأسلحة.
وشهدت هولندا أكبر موجة لجوء من السوريين في عام 2015 وحصل عدد كبير من اللاجئين السوريين على الجنسية الهولندية في حين ينتظر الآخرون الحصول عليها بعد استيفاء الشروط اللازمة.
ويقدر عدد السوريين في بلد الطواحين بأكثر من مئة ألف، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام هولندية في تقارير سابقة، بعضهم هاجر إلى البلاد قبل اندلاع الثورة السورية.
احمد محمود تلفزيون سوريا