اتهمت الحكومة السويدية ما وصفتها بـ”جهات فاعلة من دول أجنبية” بالوقوف وراء الأحداث التي اندلعت إثر إقدام زعيم حركة “سترام كورس” (الخط المتشدد) اليمينية، الدانماركي السويدي راسموس بالودان، على إحراق نسخة من القرآن الكريم.
وقد انتقدت الصينُ السويدَ وطالبتها باحترام معتقدات المسلمين على خلفية حادثة الحرق، فيما قام التلفزيون السويدي الرسمي بتسريح أحد مراسليه من عمله بسبب انتقاده بالودان.
وكانت “سترام كورس” قامت السبت الماضي بحرق نسخة من القرآن الكريم في مدينة مالمو السويدية، كما قام زعيمها بحرق نسخة أخرى من المصحف الشريف بمدينة لينشوبينغ (جنوبي البلاد) تحت حماية الشرطة.
وقال وزير العدل السويدي مورغان جونسون -في تصريح لصحيفة أفتونبلاديت المحلية الأربعاء تعليقا على إصابة 26 شرطيا و14 متظاهرا وتدمير 20 سيارة شرطة خلال مظاهرات اجتاحت عدة مدن في البلاد- إن “حكومات دول مثل العراق وإيران هي في قلب هذه الأحداث”.
وأضاف “بالودان عدو للسويد، وأكثر من يتسبب بإيذائها، نرى كيف أن بعض الفاعلين في الشرق الأوسط يحددون الأجندة في السويد باستغلال هذا الأمر، هناك فاعلون من دول أجنبية وراء هذا”.
انتقاد صيني
وفي آخر ردود الفعل على عملية الحرق انتقدت الصينُ السويدَ وطالبتها باحترام معتقدات المسلمين، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين، في بيان له، إن “حرية التعبير لا يمكن أن تكون سببا للتحريض على التمييز العنصري أو الثقافي وتمزيق المجتمع”.
ونقلت صحيفة “غلوبال تايمز” (Global Times) الصينية اليومية عن المتحدث قوله “نأمل أن تحترم السويد بجدية المعتقدات الدينية للأقليات، بما في ذلك المسلمون”.
وكانت دول ومنظمات عربية وإسلامية، من بينها السعودية وقطر ومصر والعراق وإيران ورابطة العالم الإسلامي- قد أدانت قبل أيام إحراق نسخ من القرآن الكريم بمدن سويدية.
من ناحية أخرى، قرر التلفزيون السويدي الرسمي “إس في تي” (SVT) تسريح أحد مراسليه من عمله بسبب انتقاده زعيم حركة “سترام كورس” راسموس بالودان.
وقال مدير أخبار المنطقة الجنوبية في القناة أنطون سفيندسن، إن “التحقيق في حادثة المراسل قد انتهى، وإنه تم فصله.. التحقيقات كشفت أن المراسل ألحق ضررا بمبدأ الحيادية في القناة، وأنه تم فصله بسبب ذلك”.
وكان بالودان قد استخدم تعابير مهينة للإسلام والرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- بتاريخ 26 فبراير/شباط الماضي في كلمة له بمدينة غوتيبرغ السويدية حيث يعيش الكثير من المسلمين.
وانتقد مراسل “إس في تي” هذا العمل التحريضي حينها مخاطبا بالودان بالقول “عُد إلى منزلك أيها الأحمق”.
يشار إلى أن راسموس بالودان يعتزم الترشح للانتخابات التشريعية السويدية في سبتمبر/أيلول المقبل لكنه لم ينجح بعد في جمع التوقيعات اللازمة، ويقوم “بجولة” في السويد يزور خلالها الأحياء التي تقطنها نسبة كبيرة من المسلمين لإحراق نسخ من المصحف فيها. وسبق لهذا المحامي الذي أدين بإهانات عنصرية أن ترشح للانتخابات التشريعية في بلد مولده بالدانمارك عام 2019، لكنه حصل بالكاد على 10 آلاف صوت.
المصدر : الجزيرة + الأناضول