قتل شخصان على الأقل وسقط العديد من الجرحى في هجوم مسلح جديد مساء الخميس في وسط تل أبيب، حيث أفاد شهود عيان بحدوث فوضى وسط المدينة.
وتحدّث مراسل “العربي” عن حالة توتر وهلع بعد الحادث، الذي جاء في ظلّ إجراءات أمنية استثنائية وغير مسبوقة، بعد موجة من العمليات الفدائية في الفترة الأخيرة.
وتضاربت الروايات حول طبيعة الهجوم وكيفية حصوله، حيث أشارت بعض المصادر إلى اعتقال منفذه، فيما تحدّثت معلومات أخرى عن وجود عدد من المهاجمين، تمكّن أحدهم على الأقل من الفرار.
ولعلّ ما عزّز حالة “الفوضى” هذه تمثّل في قول المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، بعد الكشف عن حصيلة الهجوم، إن الحادث في تل أبيب لم ينتهِ بعد، ولم تتم السيطرة عليه حتى اللحظة.
روايات متضاربة
بحسب مراسل “العربي”، فإنّ السلطات الإسرائيلية تعاملت مع الحادث منذ اللحظة الأولى على أنه عملية أمنية على غرار العمليات الفدائية الأخيرة.
وأوضح أن معلومات أولية تتحدث عن وجود أكثر من منفذ، وأن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على أحدهم فيما لاذ آخر بالفرار. ولفت إلى أنّ الشرطة الإسرائيلية تحاصر منزلًا وسط تل أبيب يشتبه في أنّ مسلّحًا يتحصّن فيه.
لكنّ الروايات حول الحادث وعدد منفّذيه بقيت متضاربة، فيما جاءت روايات الشهود لتعزّز من حالة “الغموض”، وقبل ذلك “الفوضى” التي تسبّبت بها الحادث، ووثّقت تسجيلات مصوّرة لحظات “هروب” المستوطنين.
وقالت “نجمة داود الحمراء” للإسعاف في بيان موجز إنها عالجت عدة مصابين بعضهم في وضع حرج نقلوا إلى مستشفى إيخيلوف.
وبعد فترة وجيزة، أعلن المستشفى وفاة شخصين وثمانية جرحى في هذا الهجوم الثاني خلال تسعة أيام في منطقة تل أبيب والرابع خلال أقل من ثلاثة أسابيع في إسرائيل.
وعاد المتحدث باسم “نجمة داود الحمراء” زكي هيلر وأكد مقتل شخصين ونقل 16 شخصا إلى المستشفيات أربعة منهم إصاباتهم بالغة.
“أجواء حرب.. أشخاص يبكون ويركضون”
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود أنهم سمعوا طلقات نارية وعاينوا مشاهد فوضى وسط مدينة تل أبيب حيث قالت الشرطة الإسرائيلية إنها عززت انتشارها.
ونقلت عن أحد العمّال في مطعم قريب من مكان الهجوم قوله: “إنها أجواء حرب والجنود والشرطة في كل مكان.. فتشوا المطعم في حين كان أشخاص يبكون ويركضون في كل الاتجاهات”.
وقالت مستوطنة أخرى للوكالة إنّها شعرت “بالاستنفار” بينما كانت الشرطة تبحث عن المنفذين.
ويتخوّف الاحتلال من أن تُشكل هذه العمليات، مصدر إلهام، لفلسطينيين آخرين، لتنفيذ عمليات جديدة ضده.
وفي هذا الصدد، أشارت إذاعة “كان” العبرية إلى أن الجيش الإسرائيلي أعلن عن عملية عسكرية موسعة في مناطق فلسطينية متفرقة، تحت اسم “كاسر الأمواج”.
وتجد أجهزة الاحتلال الأمنية صعوبة في التصدّي لموجة العمليات، كونها “فردية”، وينفذها فلسطينيون بشكل ذاتي ومن دون مساندة من فصائل، وهو ما يصعب عمل أجهزة الاستخبارات، ويحد من القدرة على “الردع”.
تلفزيون العربي