دفع تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الذي تشهده هولندا، البلديات إلى استقبالهم في مرافقها السياحية الفخمة كالفنادق والسفن السياحية بسبب امتلاء مراكز الإيواء، وسط تصاعد الانتقادات من قبل “اليمين المتطرف” الذي يطالب بإغلاق باب اللجوء في وجههم.
ودعت الحكومة الهولندية قبل عدة أيام كل مقاطعة من مقاطعات البلاد لاستقبال 100 لاجئ لمدة أقصاها أربعة أسابيع لحل أزمة اللاجئين في البلاد، كما طلبت الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء “COA” من الفنادق ومتنزهات العطلات استقبال طالبي اللجوء.
استجابت عدة بلديات لنداء الحكومة و”COA” لاستقبال اللاجئين وقامت بإيوائهم في “مرافق استقبال عالية الجودة”.
سفن سياحية وفنادق
وبحسب ما أعلنت وسائل إعلام هولندية تم إيواء 48 طالب لجوء في فندق “City Center Lodge Utrecht”، وهو أحد الفنادق المصنفة بأربعة نجوم.
ويضم الفندق 22 غرفة وجناحاً، وتحتوي الغرف أسرة مريحة وثلاجات وآلات لصنع قهوة “إسبرسو” وأجهزة تكييف وشاشات تلفزيون ذكية، وسيبقى اللاجئون في الفندق بشكل مؤقت لمدة أربع أسابيع.
ويمكن تمديد فترة الإقامة المؤقتة إلى ستة شهور إذا لزم الأمر، وذلك يعود لتحديد الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء “COA”، التي تملك هذه الصلاحيات، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام هولندية.
وفي مدينة فلاردينجن، القريبة من روتردام، استقبلت السلطات المحلية 70 لاجئاً من سوريا واليمن والعراق وإيران على متن السفينة السياحية “دي أمستردام”، التي ترسو على رصيف ميناء نهر الماس.
سيتم إيواء اللاجئين على متن السفينة لمدة شهرين، ونقلت صحيفة “الخمين داخبلاد” أجواء استقبال اللاجئين وذكرت، كان الشباب يشعرون بالارتياح وسعداء واستقبل موظفو السفينة اللاجئين وصاحوا: “مرحباً بكم في فلاردينغن”.
السفينة السياحية “دي أمستردام” يبلغ طولها 95 متراً، كانت تستخدم في السابق في الرحلات النهرية الترفيهية وتحوي على 56 غرفة تتسع لـ 112 راكباً مع حمامات وشاشات تلفزيون وأجهزة تكييف.
وتحولت السفينة، الأسبوع الماضي، إلى مكان لاستقبال اللاجئين، وسط رفض من سكان الحي ومجلس البلدية التي يديرها عدد كبير من أنصار حزب “الحرية” اليميني المتطرف.
بدورها، أعلنت بلدية أرنهيم أنها تريد استقبال اللاجئين على متن سفينة سياحية في راينكادا، وتريد شركة الشحن يونايتد ريفرز إتاحة إحدى سفنها لمدة ستة أشهر، وتوفر السفينة مئتي مكان ومن المحتمل أن ترسو في أرنهيم في الأيام القادمة.
وتسعى الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء “COA” إلى توسيع موقعها في أرنهيم لاستيعاب الأعداد المتزايدة من طالبي اللجوء.وتقول كاثلين بوكامب، عضو المجلس المحلي في بلدية أرنهيم. “إن الوضع في تير أبيل مقلق.. واللاجئون هناك ينامون على الكراسي في الممرات، لذلك نجري مناقشات مع COA فيما يمكننا القيام به”.يشار إلى أن السوريين تصدروا خلال الشهور الأخيرة قائمة طالبي اللجوء في هولندا يليهم الأفغان، حيث تقدم نحو 2550 سورياً بطلبات لجوء في الربع الثالث من العام الحالي.
في المقابل، لم تخلُ حفاوة الاستقبال وحرص السلطات المحلية على توفير أماكن مؤقتة “فارهة” لطالبي اللجوء من تحركات مناهضة تنتقد فتح أبواب البلاد لهم.
تلفزيون سوريا