برهنت أزمة الطاقة في أوروبا والزيادة الحادة في أسعار الغاز الطبيعي، أنها نعمة للنرويج، ولعنة للعديد من دول القارة العجوز الأخرى، حيث قدمت أزمة زيادة الأسعار طوفاناً من الإيرادات للنرويج، وهي الدولة التي تعتبر بالفعل واحدة من أغنى دول العالم.
وشهدت النرويج، التي لديها حقول نفط وغاز ضخمة، زيادة الصادرات إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق للشهر الثالث على التوالي في سبتمبر/ أيلول، حيث صعدت مبيعات الغاز الطبيعي سبعة أضعاف عن العام السابق.
قدمت أزمة ارتفاع الأسعار طوفانًا من الإيرادات للنرويج وهي الدولة التي تعد بالفعل واحدة من أغنى دول العالم.شهدت النرويج، التي تمتلك حقول نفط وغاز ضخمة، ارتفاع الصادرات إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق للشهر الثالث على التوالي في سبتمبر/ أيلول، حيث قفزت مبيعات الغاز الطبيعي سبعة أضعاف عن العام السابق.وجنت النرويج الفوائد وسط ارتداد الطلب على الطاقة بعد تخفيف القيود الوبائية، إلى جانب ارتفاع الأسعار.وحصدت الدولة، التي تمثل 25٪ من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي، الفوائد المالية للأزمة التي تسببت في ضغط الأسر والشركات في معظم أنحاء القارة العجوز، مما أجبر الحكومات على التعهد بتقديم مساعدات للمساعدة في سداد الفواتير.
من المقرر أن تكون شركة “إيكونور” المملوكة للدولة ، والتي ستنشر نتائج الربع الثالث اليوم الأربعاء، هي الرابح الأكبر من أزمة الطاقة.كشفت بيانات وكالة أنباء “بلومبرج” أن الشركة النرويجية تبيع 35% من إجمالي إنتاجها في أوروبا بقيمة إجمالية تبلغ 2.3 مليار دولار أي أكثر من ستة أضعاف الرقم قبل عام.وأضحت الوكالة الأمريكية أن تدفق السيولة بوتيرة أعلى مما كان متوقعًا يميز النرويج عن البلدان الأخرى التي تشعر بالقلق بشأن مستويات الديون المتضخمة في أعقاب الإنفاق التحفيزي خلال عمليات إغلاق أثناء انتشار فيروس “كورونا”.
وهذا يعني أن الدولة يمكنها خفض المبلغ الذي تحتاجه للاستفادة من صندوق ثروتها السيادية، وهو أكبر صندوق في العالم بقيمة 1.4 تريليون دولار.
تطوير حقول النفط والغاز
وتخطط الحكومة النرويجية الجديدة، التي تشكلت بعد الانتخابات في منتصف سبتمبر لمواصلة تطوير حقول النفط والغاز المربحة في البلاد.ومن المتوقع أن ترتفع عائدات الوقود بنسبة 72٪ لتصل إلى 184 مليار كرونة (18.8 مليار دولار) هذا العام ، بزيادة 30 مليار كرونة عما كان متوقعًا في بداية العام.وقد يصل الرقم إلى 277 مليار كرونة في عام 2022.
وقال وزير البترول والطاقة النرويجي مارتي مجوس بيرسن، في مقابلة عبر الهاتف مع “بلومبرج”: “هناك أسعار غاز مرتفعة للغاية في الوقت الحالي والغاز جزء مهم من صادراتنا، ونحن نعلم مدى أهمية عائداتنا من النفط والغاز وثروة النفط لتنمية الرفاهية.”وذكرت الوكالة الأمريكية أن ضغط العرض قد لا يهدأ في أوروبا لبعض الوقت.يأتي ذلك في الوقت الذي تقع فيه مواقع تخزين الغاز في الاتحاد الأوروبي عند أدنى مستوى موسمي لها منذ عقد على الأقل.ويتوقع أحدث تقرير لآفاق أسواق السلع للبنك الدولي، أن أسعار الطاقة ستظل مرتفعة حتى عام 2022.
أسعار العقود تؤتي ثمارها
استفادت النرويج بشكل مباشر من التحركات الأخيرة في أسعار الغاز أكثر من منافسيها بسبب عقودها طويلة الأجل.قال سيندر كنوتسون، محلل سوق الغاز في شركة “ريستاد إنيرجي” الاستشارية إن أسعار العقود في السوق النرويجية تؤتي ثمارها هذه الأيام.وعلى الرغم من ضغط الغاز على أوروبا، تتجنب النرويج الضرر السياسي، على عكس روسيا التي واجهت انتقادات بشأن الأزمة.حتى الآن، لم ترسل روسيا أي كميات إضافية كبيرة إلى السوق الفورية في المنطقة، مشيرة إلى الحاجة إلى إعطاء الأولوية لملء الخزانات المحلية قبل الشتاء.وارتفعت شحنات الغاز من النرويج إلى الاتحاد الأوروبي بما يقارب 5٪ في الأشهر التسعة الأولى من العام، بحسب جيرجيلي مولنار، محلل الطاقة في وكالة الطاقة الدولية.وقال “تلعب النرويج دورًا رئيسيًا في ضمان مرونة العرض الموسمي للقارة العجوز”.
الطاقة الكهرومائية
وعلى الجانب الآخر فإن النرويج بمنأى عن ارتفاع أسعار الغاز، حيث يتم تلبية أكثر من 90 ٪ من احتياجاتها من الطاقة من خلال الطاقة الكهرومائية المحلية.
قال أندرو هيل، رئيس تحليل الغاز الأوروبي في وحدة “بلومبرج” للطاقة المتجددة إن النرويج لديها “فائدة مزدوجة” غير عادية لكونها منتجًا رئيسيًا للغاز، وبالتالي فهي تستفيد من الأسعار المرتفعة، في وقت تعد فيه مستهلك صغير جدًا للغاز”.