في ظاهرة نادرة، نشأ ما يمكن تسميته بسياحة الحلوى، في منطقة الدول الاسكندنافية، حيث توافدت أعداد متزايدة من مواطني النرويج إلى السويد المجاورة، لشراء الحلويات بكميات كبيرة.
وانطلق هذا النوع الجديد من السياحة، بعدما فرضت النرويج ضرائب كبيرة على منتجات السكر مثل الحلوى، الشوكولاتة، والمشروبات الغازية، الأمر الذي اضطر مواطنيها للتوجه إلى جارتهم السويد، من أجل شراء الحلويات بأقل من نصف سعرها في بلادهم.
وبفضل الإقبال النرويجي على حلوى السويد، أصبحت محلات “غوت بايتن”، تدر أرباحاً سنوية تصل إلى أكثر من 200 مليون دولار.
وسجل فرع “غوت بايتن”، الذي يقع في مدينة شارلوتينبيرغ السويدية على بعد 6 كيلو مترات من الحدود النرويجية، أعلى نسبة مبيعات، حيث يتوافد عليه الجيران لشراء الحلويات.
في كانون الثاني الماضي، رفعت الحكومة النرويجية الضريبة على الشوكولاتة والحلويات بنسبة 83%، بينما رفعت الضريبة بقيمة نصف دولار للتر الواحد من المشروبات الغازية.
ولجأت النرويج إلى فرض ضرائب باهظة على السكريات، سعياً إلى تحسين العادات الصحية لمواطنيها.
وبالفعل نجحت في تقليل استهلاك السكر بشكل كبير في البلاد وانخفض معدل تناول السكر للمواطن النرويجي بنسبة 27% مقارنة بالأعوام العشرة الماضية.
واضطرت هذه الإجراءات الاقتصادية مواطني النرويج، للذهاب إلى السويد لشراء حاجتهم السنوية من السكريات، خاصة أن العاصمة النرويجية أوسلو لا تبتعد عن الحدود السويدية سوى 90 دقيقة فقط بالسيارة.
وعادت قرارات فرض ضرائب مرتفعة على السكريات في النرويج، بالفائدة على تجار السويد، حيث وصل دخل التجارة السويدية من المستهلكين النرويجيين فقط إلى 1.7 مليار دولار العام الماضي.