بدأت معظم الدول منذ أكثر من شهر تقريبًا فرض إجراءات وتدابير احترازية مشددة، شملت حظر ومنع التجول، وغلق المدارس والجامعات، فضلاً عن غلق البنوك ودور السينما والمسارح والحدائق العامة والشواطئ، ومنع التجمعات، والحث على البقاء في المنازل؛ سعيًا للحد من انتشار فيروس “كورونا المستجد”، والذي صنفته منظمة الصحة العالمية مطلع الشهر الماضي بوصفه جائحة عالمية.
ولكن في تلك الأثناء وفي عالم تحت الإغلاق، بدأت بعض الدول الاستعداد لتخفيف تلك القيود، والخروج من عزلتها بعد أن نجحت إلى حد كبير في إبقاء الجائحة تحت السيطرة. ففي جمهورية التشيك أصبح بمقدور المواطنين التسوق في متاجر الأجهزة والدراجات، ولعب التنس والذهاب للسباحة، فيما تخطط النمسا لإعادة فتح متاجر أصغر بعد عيد الفصح، بينما ستقوم الدنمارك بإعادة فتح الحضانات والمدارس ابتداءً من الأسبوع المقبل إذا ظلت حالات الفيروس التاجي مستقرة، كما سيعود الأطفال في النرويج إلى حضاناتهم بعد نحو أسبوعين، بحسب ما ذكرته شبكة “CNN” الأمريكية.
وتعد هذه الدول هي الأولى في أوروبا والغرب التي تبدأ في تخفيف القيود، وشق طريقها للخروج إلى الحياة اليومية الاعتيادية بعد فترة عزل طويلة.
الدنمارك
ففي الدنمارك، قالت الحكومة إنها تخطط لإعادة الأطفال إلى المدارس وحضانات رياض الأطفال ابتداءً من 15 إبريل إذا ظلت حالات الإصابة بالفيروس مستقرة وتحت السيطرة، ولكن على الرغم من ذلك ستبقى الحياة اليومية بعيدة عن وضعها الطبيعي.
وقالت الحكومة إن العديد من القيود ستبقى كما هي، وقد يتم إنهاء العمل بها على مراحل. فقد تم تمديد حظر التجمعات لأكثر من 10 أشخاص حتى 10 مايو، وستبقى جميع الخدمات الكنسية ودور السينما ومراكز التسوق مغلقة أيضًا، كما ستظل جميع المهرجانات والتجمعات الكبيرة محظورة حتى أغسطس، وستبقى حدود البلاد مغلقة حتى إشعار آخر.
وكانت الدنمارك من أوائل الدول في أوروبا التي اتخذت خطوات استباقية لمكافحة الفيروس، فقد أغلقت حدودها في 13 مارس، وفي الأسبوع نفسه، أغلقت المدارس والمقاهي والمحال التجارية، وكذلك حظرت التجمعات التي تتكون من أكثر من 10 أشخاص، والزيارات للمستشفيات.
التشيك
تحركت الجمهورية التشيكية أيضًا بشكل سريع لفرض قيود على السفر، وإلغاء وحظر الأحداث الكبيرة، وإغلاق الشركات غير الضرورية، بعد إعلان حالة الطوارئ في 12 مارس.
وطلبت أيضًا من سكانها البالغ عددهم 10.7 مليون شخص، بشكل غير مسبوق في أوروبا، تغطية وجوههم بالأقنعة أو الأوشحة خارج المنزل منذ 19 مارس.
وعلى ما يبدو فإن جهود الاحتواء الصارمة هذه تؤتي ثمارها الآن، حيث أعلنت الحكومة يوم الاثنين أنها ستبدأ في تخفيف بعض القيود. فمنذ يوم الثلاثاء الماضي، سمحت الدول للأشخاص بممارسة الرياضة بمفردهم من دون أقنعة الوجه. كما سمحت بإعادة فتح محال ومتاجر الأجهزة والبناء، ومحال الدراجات، ومراكز إصلاح الدراجات.
النمسا
وستبدأ النمسا بدورها في تخفيف القيود شيئًا فشيئًا، إذ سيتم إعادة فتح المتاجر الصغيرة، ومتاجر الأجهزة للجمهور بدءًا من 14 إبريل، بينما ستفتح محال الحلاقة وتصفيف الشعر والمتاجر الكبيرة بداية من 1 مايو، كما سيتم إعادة فتح المطاعم والفنادق ابتداءً من منتصف مايو على أقرب تقدير في عملية تدريجية للتخلص من قيود العزلة.
النرويج
بينما ستبدأ النرويج في تقليص إجراءات الإغلاق ابتداءً من 20 إبريل، وذلك بإعادة فتح حضانات رياض الأطفال، وسيعقب ذلك بأسبوع، إعادة فتح المدارس للتلاميذ في الصفوف من الأول إلى الرابع الابتدائي.