كشفت صحيفة The Daily Mail البريطانية أن المجتمعات المحلية في الصين أمرت مواطنيها بالتوقف عن الاحتفاظ بحيواناتهم الأليفة، وإلا ستخاطر بإعدامها، وسط مخاوف من أن تلتقط هذه الحيوانات فيروس كورونا الجديد الذي قتل 213 شخصاً في أقل من 3 أسابيع.
أصدرت اللجان السكنية ومسؤولو القرى والشركات في مختلف المقاطعات والبلديات هذه الأوامر الصارمة للسكان المحليين بعد تلقي تعليمات من السلطات بالتعامل مع الوباء لأنه تفشى.
في هذا السياق، حثت إحدى قرى مقاطعة هيبي، شمالي الصين، جميع الأسر بـ «التعامل» مع حيواناتها الأليفة في غضون 5 أيام، وإلا «ستعالج» السلطات هذه المسألة بنفسها. بينما نصحت لجنة سكانية في مقاطعة شنشي، شمال غربي الصين، سكانها بـ «النظر إلى الصورة الكاملة» والتخلص من القطط والكلاب على الفور، وذلك بحسب إشعارات وردت إلى صحيفة The Daily Mail البريطانية.
تأتي هذه الأنباء تزامناً مع نصائح كبار خبراء الأمراض المعدية في الصين بضرورة وضع الحيوانات الأليفة في الحجر الصحي إذا اختلطت بمرضى؛ ما أثار مخاوف من احتمال انتقال الفيروس إليها.
مع ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية إنها لم ترصد أية أدلة على أنَّ الفيروس ينتقل إلى الكلاب والقطط.
سنمسك بها ونقتلها بأنفسنا
في مدينة ووهان، نقطة الصفر التي انتشر منها الفيروس، حظر أحد الأحياء سكانه من السماح لقططهم وكلابهم ومواشيهم بالخروج من المنزل. وفي نشرة إعلانية للمجلس المحلي، هدد المسؤولون بإمساك أي حيوان يُرصَد في أي مكان وقتله ودفنه.
كشفت وثيقة أخرى أن سلطات إحدى المجمعات السكنية في شانغهاي حظرت على الأهالي إطعام الحيوانات المشردة؛ «إنفاذاً لإجراءات السيطرة على الوباء والوقاية منه».
حسب منظمة Humane Society International الأمريكية لرفاهية الحيوانات، انتشرت تعليمات مماثلة في مختلف المقاطعات والبلديات في أنحاء الصين، بما في ذلك بكين وتيانجين وشاندونغ وهيلونغجيانغ وشنشي ووهان وهيبي وشانغهاي.
إلى جانب ذلك، أصدرت مدينة آنشان في مقاطعة لياونينغ تعليماتها إلى جميع أسواق الحيوانات الأليفة بالتوقف مؤقتاً عن تجارة الحيوانات، وأمرت كذلك قوات الشرطة التابعة لها بـ «فرض قيود صارمة» على اصطحاب السكان لكلابهم الأليفة في الشوارع للتمشية في إشعار عاجل صدر هذا الأسبوع.
حظرت أيضاً على السكان إطلاق حماماتهم في الجو، وأمرت بإعدام جميع طيور الحمام المشردة مع تسارع وتيرة انتشار الوباء.
في هذا الصدد، علَّق الدكتور بيتر لي، المختص بسياسات الصين في Humane Society International، قائلاً إن المنظمة لاحظت إصدار السلطات المحلية الصينية مذكرات تأمر بحظر الحيوانات الأليفة، حتى أن بعضها أمر بقتل القطط والكلاب المشردة.
في تصريح لصحيفة The Daily Mail البريطانية، قال الدكتور بيتر: «هذا ليس الأسلوب الصحيح الذي يجب أن تتعامل به السلطات المحلية في الصين مع أزمة قومية تُعزَى إلى تجارة الصين في الحيوانات البرية من دون ضوابط».
ينتشر المرض بين الثدييات
يرى الدكتور بيتر أنَّ مثل هذه الأوامر تُقوِّض الجهود الوطنية للسيطرة على تفشي الفيروس؛ لأنها «تصرف الجهود والموارد المطلوبة بشدة بعيداً عن المعركة الحقيقية».
على الجانب الآخر، حذَّر البروفيسور لي لانجوان، عضو فريق كبار الخبراء من لجنة الصحة الوطنية في الصين، هذا الأسبوع، أصحاب الحيوانات بضرورة توخي المزيد من الحذر عند التعامل مع حيواناتهم؛ لأنَّ الفيروس «ينتشر بين الثدييات».
وقال البروفيسور لي، في تصريح للتلفزيون الصيني الرسمي CCTV يوم الأربعاء 29 يناير/كانون الثاني: «إذا ركض كلبك للخارج، ثم عاد وتعرض لأشخاص مصابين بالفيروس أو مكان ظهر فيه الفيروس، فيجب أن يوضع حيوانك في الحجر الصحي».
وأوضح: «نظراً لأن الوباء ينتشر بين الثدييات؛ علينا أخذ الاحتياطات اللازمة عند التعامل مع الثدييات الأخرى».
وعلى الرغم من أن صحة هذه التقارير لا تزال غير مؤكدة، وفقاً لمنظمة الصحية العالمية