انفجر الشارع اللبناني بمظاهرات غاضبة داعيةٍ إلى إسقاط النظام واستقالة الحكومة، بعد أن ضاق ذرعاً بالأزمات الاقتصادية المتتالية التي يعيشها لبنان، إلا أن المظاهرات السلمية في لبنان لم تخلُ من الطرافة وحس الدعابة الذي شهدناه في اللافتات التي حملها المتظاهرون وفي مواقف عديدة سنستعرض لكم بعضها فيما يلي:
ساحات التظاهر ملتقى العشاق
لم تكن الساحات التي اجتمع فيها المتظاهرون مسرحاً للتعبير عن غضب الشارع اللبناني وسخطه على الحكومة فقط، بل كانت أيضاً مكاناً لاجتماع العشاق، ففي أكثر من نقطة تظاهُر بلبنان رصدت عدسات الكاميرا عرساناً يحتفلون بزفافهم وسط جموع المتظاهرين.
«بيبي شارك» كان حاضراً أيضاً
بشكل عام شهدت كثير من ساحات لبنان مظاهر مُبهجة حتى عند غياب العرسان والمُحبّين، ففي منطقة كسروان قام المتظاهرون برقص الدبكة، في حين عبَّر آخرون بكثير من الساحات عن غضبهم بأداء أغانٍ مُبهجة مثل أغنية «إنساي» لمحمد رمضان وسعد لمجرد. ولعل اللقطة الأكثر طرافة هي مقطع الفيديو الذي انتشر، لمتظاهرين يداعبون طفلاً داخل سيارة والده، مغنّين أغنية الأطفال الأكثر شهرة في العالم «بيبي شارْك».
الجوكر وعصابة البروفيسور
رموز من السينما كانت حاضرة في ساحات التظاهر أيضاً، فقد تنكَّر أكثر من متظاهر في بيروت بمظهر الجوكر الشهير.
واختار بعض المتظاهرين التنكر بأقنعة عصابة البروفيسور الشهيرة
من مسلسل La Casa de Papel.
متظاهرون طريفون
من المشاهد الطريفة التي شهدها الشارع اللبناني كذلك، محاربة شاب الجو الحار على طريقته، إذ وضع وسط الشارع حمّام سباحة متنقلاً، وشارك المتظاهرين وهو مستلقٍ داخل الحوض، رافعاً عَلم بلاده.
وكما هو معلوم، لا تخلو مقاهي ومعظم بيوت اللبنانيين من الأركيلة، لذا من الطبيعي ألا تخلو منها ساحات التظاهر، إذ قرر بعض المتظاهرين اصطحابها معهم للمشاركة في حراكهم السلمي.
ولعل المشهد الأكثر طرافة كان لمجموعة من الشباب الذين يلعبون الطاولة في شارع مقطوع بعجلات السيارات المحروقة، وألسنة الدخان تتطاير من حولهم.
«كلن يعني كلن»
وأخيراً والحق يقال، يفوز لبنان باللافتات الأكثر طرافة على الإطلاق، فرغم انطلاق ثورات في كثير من الدول العربية، تحمل لافتات لا يخلو بعضها من الطرافة، فإن اللافتات اللبنانية كانت الأشد تميزاً.
خاصةً تلك التي كُتب عليها «كلن يعني كلن، ومرتي وحدة منن»، فصاحبها خفيف الظل خاطر مرتين: الأولى بوقوفه في وجه السلطة ببلده، والثانية بوقوفه في وجه زوجته، وليس لنا إلا أن نُهنّئه على شجاعته ونتمنى له عودة سالمة إلى المنزل.