يواصل عشرات الآلاف من اللبنانيين التظاهر، الأحد، لمواصلة الضغط على رئيس الوزراء سعد الحريري مع قرب انتهاء مهلة حددها لتنفيذ مجموعة من الإصلاحات المطلوبة بشدة لاقتصاد البلاد.
وبعد تظاهرات حاشدة ليلاً، تخلل بعضها أعمال شغب واعتقالات، عاد اللبنانيون إلى الشارع، وتجمع عشرات الآلاف أمام مقر الحكومة في وسط بيروت، وحملوا الأعلام اللبنانية، وهتفوا “ثورة، ثورة” و”الشعب يريد إسقاط النظام”.
التفاصيل
- تدفق المحتجون، الأحد، على الشوارع لليوم الرابع على التوالي في مسيرات غلب عليها الطابع الاحتفالي. وصدحت مكبرات الصوت بالأغاني الوطنية في حين ردد المتظاهرون هتافات تطالب بسقوط الحكومة.
- يشارك في الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تعم البلاد منذ، الخميس الماضي، جميع قطاعات المجتمع اللبناني وتوجه دعوة موحدة على نحو غير معتاد لإسقاط نخبة سياسية يتهمها المحتجون بإغراق الاقتصاد في أزمة.
- اندلعت الاضطرابات في جزء منها بسبب فرض رسوم على الاتصالات على تطبيق واتساب وسارعت السلطات بإلغاء القرار لكن الكثيرين اعتبروه أحدث محاولات الحكومة للضغط على المواطنين الذين لا يحصلون على شيء يذكر من الدولة.
- القضاء على الفساد المستشري في البلاد مطلب رئيسي للمتظاهرين الذين يقولون إن زعماء البلاد استغلوا مواقعهم لتكوين الثروات لأنفسهم على مدى عقود عن طريق الرشى وإرساء الصفقات على المقربين منهم.
المتظاهرون يحملون الأعلام واللافتات خلال مظاهرة مناهضة للحكومة في وسط بيروت (رويترز)
مهلة
- أمهل الحريري شركاءه في الحكومة 72 ساعة، الجمعة الماضي، للاتفاق على إصلاحات من شأنها تجنيب البلاد أزمة اقتصادية، ملمحا لاحتمال استقالته إن لم يحدث هذا.
- اتهم الحريري خصومه بعرقلة إجراءات خاصة بالميزانية يمكن أن تتيح للبنان الحصول على 11 مليار دولار تعهد بها مانحون غربيون وتساعده على تجنب الانهيار الاقتصادي.
- مصادر حكومية لرويترز قالت إن الحريري ينتظر موافقة ائتلافه على الاقتراحات الاقتصادية التي تشمل فرض ضرائب على البنوك وتنفيذ خطة في غضون شهر لإصلاح شركة الكهرباء الحكومية المتداعية.
- إصلاح قطاع الكهرباء في البلاد حيوي للمستثمرين والمانحين المحتملين الذين يعتبرونه من أكبر ما يستنزف مالية البلاد.
- تصاعد الضغط على الحريري بعد أن انضمت أصوات من زعماء الاتحادات العمالية والساسة للدعوات الشعبية المطالبة باستقالة الحكومة. وقال حزب القوات اللبنانية المسيحي الماروني مساء أمس السبت إن وزراءه الأربعة سينسحبون من الحكومة.
- إذا استقال الحريري، فسيكون من الصعب على الأحزاب المختلفة في الائتلاف الحاكم تشكيل حكومة جديدة.
متظاهر يحمل لافتة خلال مظاهرة مناهضة للحكومة في وسط بيروت (رويترز)
ضرب وشتائم
- في مدينة صور جنوباً، حيث يطغى نفوذ حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، خرجت،الجمعة، تظاهرة مؤيدة له شارك فيها عدد من أنصاره بينهم مسلحون، رداً على تظاهرات شهدتها المدينة واتهم مشاركون فيها بري بالسرقة والفساد.
- تعرض مؤيدو بري للمتظاهرين ضد السلطة بالضرب والشتائم، وفق ما أفادت وكالة فرانس بس. وتعهدت حركة أمل لاحقاً بالتحقيق في الأمر.
- أحد المتظاهرين في مدينة النبطية جنوباً، التي تعد من معاقل حزب الله، قال لقناة تلفزيونية محلية “نعاني منذ ثلاثين سنة من الطبقة السياسية الحاكمة” مضيفاً “يحاولون تصويرنا على أننا غوغائيون لكننا نطالب بحقوقنا”.
- في طرابلس، حيث يتظاهر الآلاف ويتمتع رئيس الحكومة سعد الحريري بنفوذ، قالت هدى سيّور، في الخمسينيات، “سأبقى في الشارع، لقد استولوا على أبسط حقوقنا، بينما نموت على أبواب المستشفيات”.
ورقة الحريري الاقتصادية
- الأحد، عقد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، اجتماعا وزاريا مصغرا، لبحث الورقة الاقتصادية التي تقدم بها، في ضوء الاحتجاجات المتصاعدة، حسب وسائل إعلام محلية.
- قناة (إل بي سي) اللبنانية، قالت إن الاجتماع يعقد في منزل رئيس الحكومة، وسط العاصمة بيروت، بمشاركة وزراء من حركة أمل، وحزب الله، والتيار الوطني الحر، وتيار المردة، ومستشارون للحريري، فيما يغيب عنه وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي.
- قناة المنار التابعة لحزب الله، قالت إن الاجتماع يأتي تمهيداً لعقد جلسة حكومية طارئة وعاجلة في القصر الجمهوري ببعبدا، من دون أن تحدد موعد الجلسة.
- صحيفة الأخبار اللبنانية قالت في عددها الصادر، الأحد، إن ورقة الحريري الاقتصادية تتضمن إصلاحات، من بينها إلغاء كل الزيادات في الضرائب على القيمة المضافة، والهاتف والخدمات العامة.
- الورقة تتضمن إلغاء كل الاقتراحات الخاصة باقتطاع جزء من تمويل سلسلة الرتب والرواتب (زيادات على رواتب موظفي القطاع العام)، وإعادة العمل بالقروض السكنية، حسب الصحيفة.
جعجع يدعو لتشكيل حكومة جديدة
- رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع دعا، الأحد، رئيس الحكومة، سعد الحريري لتشكيل حكومة جديدة، على خلفية تصاعد الأحداث في البلاد، نقلا عن حديث له لقناة الجديد اللبنانية.
- جعجع أعلن كذلك توقعه استقالة وزيري الحزب التقدمي الاشتراكي، حليفه في الحكومة.
- جعجع كان قد أعلن، أمس السبت، استقالة وزراء حزبه الأربعة من حكومة الحريري، مرجعا ذلك إلى “فقدان الثقة بالطبقة السياسية، وعدم رغبة مكونات الحكومة في الإصلاح الجدي الفعلي”.
- جعجع طالب الحريري بتشكيل “حكومة مختلفة تماماً لأن الحكومة الحالية عاجزة”، مضيفا أن الأحداث المتلاحقة “أثبتت أن الحكومة (الحالية) لا تستطيع فعل شيء”.
رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع
خلفيات
- الاقتصاد اللبناني سجل في العام 2018 نمواً بلغ 0,2%، وفشلت الحكومات المتعاقبة بإجراء إصلاحات بنيوية في البلد الذي يعاني من الديون والفساد.
- يعاني لبنان من نقص في تأمين الخدمات الرئيسية، وترهل بنيته التحتية. ويُقدّر الدين العام اليوم بأكثر من 86 مليار دولار، أي أكثر من 150% من إجمالي الناتج المحلي.
