تخيل أطفالا يلعبون الكرة في الطرق الرئيسية بالمدن الكبرى، أو سياحا يقفون وسط الشارع بلا اكتراث لالتقاط الصور، أو مقاعد وطاولات مصطفة خارج المطاعم في الميادين الصغيرة، ولا توجد على امتداد البصر سيارة واحدة أو دراجة بخارية أو حتى حافلة.
هذه الصورة لا تزال عالقة في مخيلتي لمدينة البندقية الخالية من السيارات، منذ أن زرتها في إحدى الإجازات الصيفية عندما كنت طالبا. وتنفرد هذه المدينة الإيطالية بأنها شيدت على مجموعة من الجزر الصغيرة. ولقد كانت تجربة التجول في المدينة دون الهرولة لتفادي السيارات رائعة.
وقد ظلت السيارات طيلة 100 عام تهيمن على المدن، فأجريت أعمال توسعة للشوارع لاستيعابها، وخصصت مساحات شاسعة لأماكن انتظارها.
صحيح أن السيارات أحدثت ثورة في أساليب التنقل والحركة، لكنها تسببت أيضا في مشاكل عديدة للمدن، من تلوث الهواء إلى حوادث الطرق. واليوم تعتزم مدن قليلة، وإن كان عددها يتزايد بمرور الوقت، تصميم شوارع وميادين دون وجود السيارات في الحسبان.
وتصدرت أوسلو في النرويج والعاصمة الإسبانية مدريد عناوين الصحف مؤخرا لاعتزامهما حظر مرور السيارات عبر ميادينهما الرئيسية.