تمكنت السبّاحة السورية زينة الشركس من قطع بحر المانش القناة الإنكليزية باتجاه كالي الفرنسية، المنطقة التي ينتظر فيها الكثير من اللاجئين الهاربين من حروب بلادهم إلى أوروبا.
وصرّحت زينة عن الرحلة التي قامت بها، وأطلقت عليها اسم “السباحة من أجل الأمل“، قائلة:
“استغرقت الرحلة 11:36 ساعة، قطعت خلالها مسافة 34 كم، أنا لا أستطيع إيقاف الحرب”.
وكانت قد نشرت قبل رحلتها: “سأسبح في القناة الإنجليزية، سوف أسبح من إنجلترا إلى فرنسا، وهو الاتجاه المعاكس الذي يأتي منه اللاجئون إلى المملكة المتحدة لإظهار عدم اتساق الحرب وإرسال رسالة سلام وأمل. لقد اخترت اتجاهي بالطريقة التي سأسبح فيها، وبهذا، أود أن أحمل الأمل لجميع اللاجئين ليتمكنوا يومًا ما من اختيار الاتجاه الذي يريدون أن يأخذوه في الحياة”.
سافرت زينة بطريقة نظامية لمتابعة دراسة الدكتوراه في بريطانيا وصارت أستاذة جامعية بعدها، في جامعة اسيكس essex البريطانية، وأضافت: “لقد جئت من سوريا، وأعيش في المملكة المتحدة منذ 6 سنوات، وقد أتممت دراستي، ولدي عملي هنا، لذلك أشعر بامتنان كبير وحظ لأنني حققت ما حققته، لا أستطع الوقوف مكتوفة الأيدي عندما أرى الناس من بلدي ما زالوا يخاطرون بحياتهم كل يوم يعبرون البحر بحثاً عن ملجأ”.
وتابعت: “أحب التدريس حقًاً وأستمتع به، ذلك بعد انتهائي من دراستي، ولكني أود أيضًا أن أفعل شيئًا يمكن أن يساعد الناس، وبما أنني أحب السباحة فأنا أريد أن أفعل شيئًا لمساعدة الناس على أمل أن يكون هذا المشروع هو الخطوة الأولى. إنني أهدف إلى فتح جمعية خيرية أو العمل معها، لذلك في غضون شهر أو نحو ذلك سأفتتح حملة لجمع التبرعات توجه مباشرة لمساعدة الأطفال في مخيمات اللاجئين”.
وعن الحرب وإكمال دراستها وسط الحرب في بلدها سوريا، تقول زينة: “أنا سعيدة جدًا لأنني تمكنت من إكمال درجة الدكتوراه في ظل هذه الظروف الصعبة. كما أنني فخورة بأنني تمكنت من نقل تجربتي الحياتية إلى هذا المشروع الذي يجلب الإيجابية والسعادة في حياتي كل يوم”.
وتتابع زينة: “أكبر صراع لي هو الالتقاء مع عائلتي، أفتقد إعادة التوازن أو إعادة الشحن التي تحصل عليها من العودة إلى المنزل. على سبيل المثال، عندما حصلت على شهادة التخرج والدكتوراه، لم تتمكن عائلتي من الحضور. كما أنني لم أستطع أن أكون في المنزل أيام العيد لسنوات، وهو ما يشبه عدم القدرة على الذهاب إلى المنزل في عيد الميلاد. رؤية الأسرة وهي تحتفل”.
وعن إلهامها تقول: “لا يوجد شخص محدد يلهمني. أعتقد أن أي شخص يمكن أن يلهمني، أي شخص مر بالكثير من الحياة ولكن لا يزال بإمكانه الابتسام. الناس في الوطن الذين خاضوا الحرب وهم مرنون في مواجهة الشدائد. أي شخص لديه أحلام أو أهداف بغض النظر عن حجمها أو صغرها، أي شخص يمكنه القتال من أجل أحلامه ومحاولة تحقيقها – كلهم ملهمون”.
وكانت قد أعلنت الدكتورة زينة شركس منذ عدة أيام عن مبادرة إنسانية ذكية ولطيفة تحدّثت عنها وسائل إعلام بريطانية. أرادت الفتاة السورية صاحبة 28 عاماً أن تقطع بحر المانش من بريطانيا إلى كالية الفرنسية كمبادرة إنسانية تحمل رسالة رمزية معبّرة.”
هكذا تعبّر زينة عن ألم السوري، إنها الهجرة إلى سوريا مجدداً، إنها السباحة بعكس الطريق، هجرة من الشمال للجنوب، هجرة إلى الوطن مجدداً.