تكفّل متبرع بكل نفقات علاج الشاب الخليجي (أنس.ي)، البالغ من العمر 19 عاماً، التي تبلغ كلفتها 345 ألف درهم، في العاصمة النرويجية أوسلو، والذي يعاني مرض «متلازمة مارفان»، الذي يسبب تقوس الرئتين، ويؤثر سلباً في صحة القلب.
ونسّق «الخط الساخن» بين المتبرع ودائرة الشؤون الاسلامية والعمل الخيري في دبي، لتحويل مبلغ العلاج إلى الخارج عن طريق سفارة الدولة في النرويج.
وكانت «الإمارات اليوم» نشرت، أمس، قصة معاناة المريض (أنس.ي) الذي خضع لعملية جراحية في أحد المستشفيات المتخصصة بالعاصمة النرويجية، أوسلو، لوضع دعامة حديدية في الصدر، حتى لا يضغط القفص الصدري على الرئتين والقلب، خصوصاً أن الشريان الأورطي يتوسع بشكل سريع، ما يعرض الشاب للوفاة في حال لم يخضع لعملية تحدّ من توسعه. ووفقاً لمستشفى توام، يحتاج المريض للعودة إلى المستشفى النرويجي ومواصلة علاجه هناك، وتبلغ الكلفة نحو 345 ألف درهم.
وسبق أن روى (أبوأنس) قصة معاناة ابنه
مع المرض قائلاً: «إن ابنه أصيب بالمرض منذ الولادة، وإن وضعه الصحي يسوء أكثر فأكثر، كلما تقدم في العمر».
وأضاف: «كان الأطباء يقولون إن مرض ابني شيء طبيعي، ويؤكدون أنه سيتحسن. لكن حالته كانت تسوء أكثر فأكثر. وعندما بلغ 14 عاماً لاحظت عليه أشياء غريبة، منها أن طوله كان يزداد بشكل غير طبيعي، وأن إدراكه لم يكتمل، وحركته كانت بطيئة، بسبب تأثر تدفق الدم في القلب. كما أنه كان مصاباً بخمول كبير. وفي إحدى المرات نقلته إلى أحد المستشفيات، وتبين أنه يحتاج إلى علاج خارج الدولة. وتكفلت إحدى الجهات بنقله إلى مستشفى متخصص في أوسلو، حيث خضع لفحوص وتحاليل مكثفة، وتبين أنه يعاني (متلازمة مارفان)، وأن لديه توسعاً في الشريان الأورطي. وخضع لعملية جراحية لوضع حاجز حديدي في القفص الصدري، حتى لا يضغط على الرئتين والقلب».
وتابع الأب: «العملية نجحت، وطلب الأطباء إزالة الحاجز الحديدي بعد مرور أربع سنوات. لكن ابني معرض لفقدان حياته حالياً، بسبب توسع الشريان الأورطي، والأوردة الأخرى عموماً».
وأضاف أن «لدى ابنه مشكلات في القلب، إذ نقله إلى مستشفى توام، وتبين أنه يحتاج إلى عملية جراحية لإزالة الحاجز الحديدي، وإلى عملية أخرى، معقدة، في القلب».
وقال (أبوأنس): «نصحني الأطباء في مستشفى توام بالعودة إلى المستشفى النرويجي، الذي خضع ابني للعلاج فيه قبل أربع سنوات. وخاطبت المستشفى، وعلمت أن تكاليف العمليتين 345 ألف درهم. وهذا مبلغ يتجاوز إمكاناتي المالية المتواضعة، خصوصاً أنني بلا عمل».
وتعرف «متلازمة مارفان»، بأنها خلل وراثي في النسيج الرابط، يؤثّر سلباً في العديد من الأجهزة، مثل الهيكل العظمي، والرئتين، والعينين، والقلب، والأوعية الدموية.
ويمكن تمييز المرض، من خلال الأطراف الطويلة جداً.
وتختلف درجة الإصابة به من شخص لآخر، وتنجم «متلازمة مارفان» عن اضطراب وراثي جسدي سائد. وفي نحو 75% من الحالات تكون الحالة مورّثة من قبل الأبوين، بينما في 25% من الحالات يكون السبب طفرة وراثية.
تقعّر الصدر
أفاد التقرير الطبي، الصادر عن مستشفى توام، بأن المريض يعاني «متلازمة مارفان»، وأجريت له عملية لعلاج وتصحيح حالة تقعر الصدر قبل أربع سنوات في مدينة أوسلو. وفي ذلك الوقت كان قطر حلقة الصمام الأبهري 40 ملم. كما أجريت له عملية استئصال الجنبة، بسبب إصابته المتكررة بالاسترواح الصدري. وأضاف: «بعد مرور أربع سنوات، أصبح الشريط جاهزاً للخروج. وكان قياس الحلقة 47 ملم، ومع أنه لا وجود لأعراض حالية لدى المريض، فإن الصمام الأبهري مستمر في التوسع».
وأوصى التقرير بإزالة الشريط، مع التجهيز لاستبدال الصمام الأبهري في الوقت نفسه، كما أوصى بإزالة شريط تقعّر الصدر.
تبرّع سخي
أعرب والد المريض (أنس.ي) عن سعادته وشكره العميق للمتبرع ووقفته السريعة والكريمة مع معاناته، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها، مشيراً إلى أن خبر التبرع أسعده كثيراً، ومنحه الأمل في أن يستكمل ابنه علاجه ويخضع لعملية معقدة في القلب.