إسراء حسين-كندا
وتختلف مسارات وقصص نجاح العرب المتوجين، فمحمد جمال الشريف هاجر إلى كندا قبل عشر سنوات فقط، وهو يشغل منصب رئيس مؤسسة البشرية من أجل السلام، ويقول للجزيرة نت “منذ لحظة تأسيس المؤسسة وضعنا نصب أعيننا أن تكون المؤسسة ذات أهداف إنسانية، ليس على صعيد كندا فقط وإنما على مستوى العالم، وقمنا بعدة برامج لدمج القادمين الجدد بالمجتمع الكندي من خلال التطوع والقيام بأعمال مفيدة له”.
وأضاف أن المؤسسة أقامت دورة تدريبية للأطفال السوريين القادمين إلى كندا بتعليمهم الرسم وفنونه بإدارة الفنان التشكيلي السوري محمد علي، وأن اللوحات التي رسمها الأطفال بيعت في مزادات علنية في مدينة أوتاوا وخُصصَ ريعها لمستشفى الأطفال في كندا، إلى جانب حفل غنائي شارك فيه القادمون الجدد لكندا تم تخصيص ريعه لمساعدة أطفال السكان الأصليين للبلاد.
وأوضح أن المؤسسة نظمت حملات للتبرع بالدم وأقامت مدرسة في مدغشقر، وقال إن مجرد ترشح المؤسسة لهذه الجائزة فوز لكل الكنديين العرب وتجسيد لمدى مشاركة العرب في تطوير المجتمع الكندي.
دعم أسر
هاجرت مديرة برنامج كناتا كارلتون للمشاريع الصغيرة الدكتورة ربا فتال إلى كندا مع والديها عام 1994عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها، وتقول للجزيرة نت “قدمت الدعم بالتعاون مع أحد برامج الكنيسة في كندا لعائلتين سوريتين، وساعدت أسرا عربية أخرى في مدينتي بالترجمة، ووفرت للنساء اللاتي تعرضن للعنف الأسري المأوى من خلال عملي في إدارة أحد مراكز موارد المجتمع”.
وأضافت أنها ساعدت من خلال عملها في المركز المسنين والشباب الذين يعانون من الإدمان والاضطراب النفسي، قبل أن تفتتح برنامج شبكة الأعمال الصغيرة “كانتا كارلتون” الذي انطلق قبل خمس سنوات بـ25 مشروعا صغيرا، وبلغ اليوم أربعمئة مشروع، وأن المركز يسعى إلى إيجاد مصادر دعم لهذه المشاريع لمساعدة أصحابها على تحقيق أهدافهم.
وتنصح الدكتورة ربا فتال المهاجرين العرب في كندا بتعلم اللغة والاندماج في المجتمع الكندي واكتشافه من خلال المشاركة في الأعمال التطوعية، وقالت إن هذه الخطوات ساعدتها على تحقيق النجاح في المجتمع الكندي.
خدمات مجتمعية
تشغل رولا داغر منصب مديرة في فرع كندا لشركة سيسكو (CISCO)، وقد درست المحاسبة بلبنان وهاجرت إلى كندا سنة 1989 هربا من الحرب الأهلية، وتقول للجزيرة نت “نتعاون في الشركة مع وزارة الهجرة ووزيرها أحمد حسين على توفير برامج تمكن القادمين الجدد إلى كندا -ومنهم السوريون- على التعلم التكنولوجي، لكي يجدوا شغلا من خلال برنامج “نتوركينغ أكاديمي” (Networking Academy).
وأضافت أن الشركة تعمل على مساعدة القادمين من بلاد فيها حروب للتخلص من حالات الاكتئاب التي يعانون منها، وأن لها برامج مع الحكومة الكندية لمساعدة النساء على تحقيق النجاح في المجتمع الكندي، وأن عمل الشركة لا يقتصر على القادمين الجدد من مختلف البلدان والأعمار ولكن أيضا مع سكان كندا الأصليين الذين يعيشون في أماكن نائية تكون فيها الخدمات قليلة.
وكشفت رولا أنها واجهت العديد من الصعوبات والعراقيل للنجاح في المهام التي قامت بها، وأن الألقاب التي حصلت عليها لم تقتصر على هذه الجائزة وإنما فازت بجائزة أفضل امرأة للعام في مجال التكنولوجيا، ونالت تكريما من السفارة اللبنانية في كندا، وحازت على جائزة سيدة الأرز في لبنان.
المصدر : الجزيرة