يتمنى الكثيرون دوام أيام الصيف والراحة. وفي إحدى جزر شمال النرويج، نظم البعض حملة في سبيل تحقيق ذلك.
ومع اقتراب موعد الانقلاب الصيفي في شمال الكرة الأرضية في 21 يونيو/ حزيران (أي بداية فصل الصيف من الناحية الفلكية حيث يزيد النهار طولاً ويقصر الليل)، أعرب سكان جزيرة “سوماروي” أو “جزيرة الصيف” عن رغبتهم في إعلان الجزيرة كأول منطقة لا تتقيد بالوقت في العالم.
ولا تغيب الشمس إطلاقاً لمدة 69 يوماً، وذلك من تاريخ 18 مايو/ أيار وحتى 26 يوليو/ تموز، في هذه الجزيرة التابعة لمدينة ترومسو النرويجية الواقعة في شمال الكرة الأرضية.
ولا يرى سكان هذه الجزيرة الشمس طوال أشهر الشتاء الممتدة من نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى يناير/ كانون الثاني بسبب ظاهرة الليل القطبية (حيث لا تشرق الشمس أبداً). مما يدفعهم إلى محاولة استغلال أشهر الصيف بكل لحظاتها الثمينة، وعدم التقيد بالوقت أو الساعة.
وقال أحد سكان الجزيرة، كجيل أوف هفيدينج: “يتواجد ضوء النهار باستمرار، ونحن نتصرف تبعاً لذلك”، مضيفاً: “في منتصف الليل، يمكنك أن ترى الأطفال يلعبون كرة القدم، فيما يسبح آخرون، ويقوم رجل بطلاء منزله أو قص عشب حديقته.”
صيف الـ 69
والآن، يطالب أهالي “سوماروي” بالإعلان رسمياً، عن عدم تقيّد الجزيرة بالوقت بعد الآن.
وقد اجتمع السكان بتاريخ 13 يونيو/ حزيران، لتوقيع عريضة من أجل تحقيق ذلك. والتقى هفيدينج بأحد أعضاء البرلمان النرويجي في سبيل تقديم هذه العريضة، ومناقشة العراقيل العملية والقانونية، التي قد تواجه هذه الخطوة.
وقال هفيدينج: “تحويل هذا إلى أمر خطي يعني للكثير منا، وببساطة، إضفاء طابع رسمي على ما كنا نمارسه منذ أجيال.”
ويأمل أهالي الجزيرة التحرّر من أوقات العمل التقليدية، والتعامل مع ساعات عمل المدارس، والموظفين بمرونة أكثر. ويعمل غالبية السكان، البالغ عددهم نحو 300 شخص، في مجالي الصيد أو السياحة.
وأشار هفيدينج إلى أنه عادةً ما يقضي الصيادون المحليون أياماً وسط المحيط، بانتظار فريستهم بدون التقيد بجدول زمني معين.
ومن الواضح، أن السكان يتحلون بالجدية في تعاملهم مع الوقت بهذه الطريقة، حيث يجد زوار الجزيرة الجسر الواصل بينها وبين اليابسة مغطى بساعات اليد بدلاً من أقفال الحب (التي تغطي العديد من الجسر حول العالم)، كدليل على وجوب نسيانهم للزمن على أرض هذه الجزيرة.
أرض تتجاوز الزمن
هل ستنجح محاولات أهالي هذه الجزيرة؟
وقد ذاع صيت الجزيرة بسبب هذه الحملة، ويُرَجَّح أن يكون الغرض الأساسي وراء حملتهم، يتمثل بالترويج لجزيرتهم.
وجذبت فكرة بلاد العجائب النرويجية ذات الصيف الأبدي عدداً كبيراً من الزوار، وعززت السياحة النرويجية بشكل كبير. وبالنسبة لمحبي فيلم الإثارة والغموض البريطاني “The Wicker Man”، فإن هذه الجزيرة هي البديل الأمثل لجزيرة الصيف الإسكتلندية التي تظهر في الفيلم.
وعلى غرار ذلك، سيفتتح شباك التذاكر الأمريكي فيلم رعب مشابه للمخرج آري أستر بتاريخ 3 يوليو/ تموز، حيث تدور أحداثه خلال مهرجان صيفي في السويد، وقد يلهم الكثيرين لخوض مغامرة حية مشابهة على أرض جزيرة سوماروي.
وفي تلك الأثناء، سيعيش سكان الجزيرة خمسة أسابيع مستمرة تحت ضوء الشمس قبل أن تغرب الشمس مرة أخرى، مما يعني أنه قد حان وقت التخلص من ساعات اليد، والاستمتاع بالصيف.