تنهمك مزارع أسماك السلمون Laks في النرويج بالبحث عن إجابات لمجابهة الآفات التي تضرب تصنيع أسماك السلمون العملاقة في مياه البحار والأنهار، بعدما وصلت قمتها العام الزمن الفائت بنفوق 52 مليون سمكة.
تروندهايم (النرويج) – يقف فيجارد هيجيم على شواطئ النهر مرتديا حذاء طويلا من المطاط وفي يده صنارة الصيد، التي تطلع في مختلف مرة فارغة لآن أسماك السلمون تقلصت أعدادها في المجاري المائية بشكل ملحوظ.
ويحظى السلمون النرويجي وبالخصوص السلمون المدخن بشعبية هائلة في مختلف مناطق أوروبا. إلا أن بات من القليل الوجود إيجاد الأسماك البحرية من ذلك النوع معروضة لأجل البيع في المحلات.
فأغلب السمك المعروض في أماكن البيع والشراء يجيء من المزارع الكبير جدا مثل هذه المتواجدة في النرويج، حيث تسبح مئات الآلاف من أسماك السلمون داخل شباك هائلة في مواجهة الشاطئ.
في الوقت ذاته فإن واحدة من الآفات الدقيقة غير المرغوبة ويشار إليها باسم “قملة السلمون” تسبب هذه اللحظة صداعا في رأس أصحاب مزارع السلمون، وتثير المشاحنة مع صيادي الأسماك العظيمة في المساحة.
لا يمر طول تلك الحشرة الضئيلة عديدة مليمترات، لكنها تنتشر في المزارع السمكية على الساحل من الغرب للنرويج وتسبب خسائر غير ممكن تجنبها.
13000 طن من سمك السلمون الميت في الشمال
13000 طن من سمك السلمون في الوزن الحي × 62 كرونة سعر الكيلوغرام = 800 مليون كرونة خسارة.
وقد نفق أثناء العام الزمن الفائت حوالي 52 مليون سمكة نتيجة لـ تلك الآفة استنادا لمجلس المأكولات البحرية النرويجي. وقد وافته المنية بعض السمك نتيجة لـ العقاقير المستخدمة للقضاء على القمل، بينما كانت هناك أمراض أخرى خلف وفاة القلة الآخر.
ويقود يورغن فيلدفاير الزائرين في جولات بخصوص واحدة من مزارع الأسماك الكبرى المملوكة لشركة ليروي على جزيرة هيترا بجوار مدينة تروندهايم.
وفي تلك المزرعة التي تتركب من 8 أقفاص شبكية كبرى يبقى حوالي 6240 طنا من سمك السلمون. وتبدو الأسماك فوق الماء دائما. ولكن في المصائد البحرية الطبيعية تقفز الأسماك فوق الماء لتجاوز العقبات المتواجدة حولها. وفي تلك المزرعة بات “قمل السلمون” واحد من الأخطار القليلة التي تجابهها الأسماك.
ومن بين الإجابات المطروحة لمجابهة تلك الإشكالية إلقاء أحجام من “أسماك التنظيف” التي تقوم بالتقاط الآفات الدقيقة من جسد الأسماك العظيمة.
يقول فيلدفاير إن “العديد من المؤسسات الكبرى تنتج بشكل فعلي أسماك التنظيف المخصصة بها” إلا أن ذلك ليس حلا نهائيا للمشكلة ومنتجو الأسماك مثل مؤسسة ليروي ومارين هارفيست وسالمار تستثمر ملايين الدولارات في أبحاث وتحديث تقنيات جديدة للتعامل مع الإشكالية.
52 مليون ملمح نفقت في العام الزمن الفائت نتيجة لـ قملة السلمون استنادا لمجلس الأطعمة البحرية النرويجي
وأكمل أن من ضمن الاقتراحات معيشة المزارع في أنحاء أبعد عن الساحل “لكنني أعتقد أن الإشكالية ستظل لائحة”.
ويشعر صيادو الأسماك مكتملة النمو مثل هيجيم كذلك بالقلق من ظهور الآفات. ويدير هيجيم مصيدة سلمون في مجرى مائي أوركلا على عقب 45 كيلومترا من مصب النهر. وفي تلك المساحة يطلع سمك السلمون الضئيل إلى البحر ليعود في أعقاب هذا إليها وقد بات ناضجا لأجل أن يضع بيضه في النهر.
ويقول هيجيم “عندما يطلع السمك الضئيل إلى البحر، فإن هناك خطورة هائلة عليه نتيجة لـ احتمال إصابته بعدوى القمل”، مثلما يشعر بالقلق من احتمال هروب السلمون من المزارع لأجل أن يبيض مع السلمون البحري، “عندما يأتي ذلك تهجين بين سمك المزارع وسمك البحر فإن النتيجة سوف تكون عبارة عن سلمون لا يناسب كليا الحياة البحرية”.
ومنذ الثمانينات من القرن الزمن الفائت وحتى هذه اللحظة هبط عدد السمك الذي يرجع من البحر إلى النهر بكمية النصف إلى حد ما وفق هيجيم، والبشر لعبوا من غير شك دورا في ذلك التقهقر. وقد بدأ هيجيم حديثا يقدم لضيوفه الذين يأتون من إنكلترا والدنمارك ومناطق أخرى في النرويج بين شهري حزيران وأغسطس من كل عام سمك سلمون من نوع حديث من أسماك المزارع.
تلك المزارع تبقى مدار الساعة تحت سطح الماء ومحاطة بجدران من البلاستيك أو الإسمنت وليس بشباك لأجل أن تمنع الطفيليات من التسلل إلى الأسماك.
وتختبر مؤسسة مارين هارفيست ذلك النوع من المزارع داخل حدود منطقة سكانفيك، التي تقع بين مدينتي بيرجين وهوجسوند. وصرح متحدث باسم المؤسسة النرويجية إن تلك المزرعة الحديثة تشبه حوض الإغتسال بدرجة ما.
وتظل السمكة في ذلك الحوض حتى يبلغ وزنها إلى كيلوغرام إلى حد ما “ثم يتم نقلها إلى المزارع التقليدية” وفق المتحدث باسم المؤسسة.
وبهذه الأسلوب يمكن لمربي الأسماك تخفيض مرحلة تعرضها لخطر القمل وغيره من مخاطر الآفات الدقيقة إلى الحد الأقل المقبول. مثلما تختبر المؤسسة تصميما بيضويا والذي سوف يكون مغلقا بالكامل.
وتمثل الأمراض الأخرى إشكالية فيما يتعلق إلى تصنيع السلمون النرويجية، إلا أن يتم تطعيم السمك ضدها، حيث يتم استعمال حوالي 500 كيلوغرام من المضادات الحيوية مع الأسماك مرة واحدة فى السنة، ومع هذا مازال استعمال تلك المضادات محل نَقد وهو ما يسبب إزعاجا وفق فيلدفاير.
ومازال المطلب الدولي على السلمون يتزايد ومازالت أثمانه مرتفعة. ففي شهر يونيو الزمن الفائت بلغ سعر الكيلوغرام إلى 70 كرونا نرويجيا (8.8 دولار).
ولتلبية المطلب المتنامي على تلك السلعة يتم إِنشاء المزارع السمكية الحديثة على طول الساحل النرويجي.
وفيما يتعلق إلى معظم زبائن هيجيم لا يمثل الثمن إشكالية. الإشكالية هي في صيد الأسماك حيث يقضون ساعات طويلة يومياً في مسعى لاصطياد أسماك السلمون.
ويقول هيجيم إن “أكثرية صيادي السلمون لا يصطادونه بهدف الطعام، إنهم يفعلون هذا بهدف متعة تجربة الصيد وإثارتها، والأمر فيما يتعلق لبعضهم يشبه الإدمان على متعة الصيد”.