فكها.. دوقها.. غرقها”، وصفت تلك المفردات الثلاث مجازفة أجيال نحو تناول بسكويت “أوريو” (Oreo) ولعق الكريمة البيضاء؛ ولكن بكلمتين أخريين تحوّلت المجازفة إلى مؤامرة.
??OREO Cookies are not halal!
⛔️New crisis in it's way for OREO, share with us your thoughts about the steps to be taken if you are the Social Media Manager of OREO? #OREO #imfnd #CrisisManagement pic.twitter.com/6ltXGzVNoH
— imfnd (@imfnd) May 14, 2019
وبالفعل على الموقع المعترف به رسميا لشركة أوريو، أجابت الإدارة على أسئلة للجمهور عن منتجاتها، مثل احتواء أوريو على الحليب والجيلاتين والصويا والمكسرات، وقد كان السؤال الذي دارت حوله الإشكالية: هل أوريو منتج حلال؟ فكانت الإجابة: لا.
موقعك على خريطة العالم يحل الإشكالية
أول ما يتبادر لذهن المسلم هو الجيلاتين المستخلص من الخنزير، فرغم سنين اعتبر الكثيرون فيها بسكويت أوريو مناسبا للنباتيين ولكنه ليس حلالا، لأن مستخلص الفانيليا يتضمن على اعداد ضئيلة للغاية من الكحول الذي يتبخر نحو التسخين، القلة يرفض ذلك، بينما أن القلة الآخر يقبله، وبالنهاية فالأمر يرتبط بتناوله على مسؤوليتك الشخصية.
هنا أصبح كل مسلم يفكر كم مرة أكل فيها بسكويت أوريو، ولكن في أعقاب وضعية الذعر التي سيطرت نتيجة لـ تغريدة المؤسسة، صرح موزع المؤسسة لمكان “غلف نيوز” إن أوريو المباع في الامارات حلال، وإن التغريدة كانت موجهة لجمهور المؤسسة في الولايات المتحدة وكندا، مضيفا أنها كانت مضللة بعدم تفسير اختلاف عناصر المنتج وفق كل مساحة جغرافية، وألحق أن سلع أوريو متوافقة مع القوانين واللوائح المحلية لكل جمهورية في مختلف مناطق مجلس التعاون الخليجي التي يحاول أن التوزيع فيها.
في تغريدة لاحقة للأزمة التي واجهتها المؤسسة، كتبت “نؤكد لكم أن جميع منتجاتنا حلال ومتفقة مع القوانين واللوائح المحلية بمنطقتكم، ونحاول لتزويد عملائنا بأعلى جودة للمنتج، وسنضع تفاصيل أكثر لتزودكم بمعلومات جلية بشأن مكوناتنا ومدى ملائمتها لأنظمتكم الغذائية”.
ووفق قسم سلامة المأكولات بدبي، فإنه يتم تحليل كل شحنات أوريو المنتجة بالخارج، مع تحليل الوثائق كل مرة من قبل مفتشي الموانئ للتأكد من صحتها. علاوة على هذا، يتم تحليل عينات من المنتج على نحو بطولة دوري في مختبر دبي المركزي للتأكد من عدم الغش وخلوها من مشتقات الحيوانات والكحوليات.
وبمزيد من البحث توصلنا حتّى المنتج الذي يتم توزيعه -على أقل ما فيها- في المساحة العربية يتم تصنيعه في مصانع المؤسسة بمدينة الدمام في شرق المملكة العربية السعودية عند مؤسسة “Nabisco Arabia Co. Ltd”.
الأمر الذي تتألف الطبقات الثلاث؟
عناصر طبقات أوريو أربكت المسلمين (منصات التواصل الالكترونية)
عناصر طبقات أوريو أربكت المسلمين (منصات التواصل الالكترونية)
على حسب البيانات الواردة على موقع المؤسسة، فالتفاصيل من الممكن أن تكون معقدة بعض الشيء، إلا أن تناول أوريو موائم للنباتيين الذين يتناولون الألبان، ولكنه ليس مناسبا للممتنعين عن سلع الألبان لوجود اللبن ضمن مكوناته، ويتضمن المنتج أيضًا على مادة الجيلاتين لكنها مستخلصة من القمح وليس من دهن الخنزير.
رغم هذا فلن تجد الحليب ضمن لائحة العناصر المتواجدة على غلاف أوريو، إذ من الجائز أن يتضمن عليه، لأنه لاغير “يلامسه” أو يستعمل بحجم مجهرية، على حسب وصف المؤسسة، وهو إما أن هناك اعداد ضئيلة جدًا من الحليب قد لامست العناصر، وإما لامست الأدوات المستخدمة لصنعه.
ووفق الموقع المعترف به رسميا يتم صناعة أوريو من: دقيق القمح، السكر، الزيوت النباتية (النخيل)، مسحوق الكاكاو المخفف من الدسم 4.6%، نشا القمح، شراب الغلوكوز، الفركتوز، الملح، كربونات هيدروجين البوتاسيوم، كربونات هيدروجين الصوديوم، كربونات الأمونيوم الهيدروجينية، مستحلبات، نكهة الفانيليا.
الشأن يحمل طفيفا من المخاطرة
رغم الاعتراف على موقع المؤسسة، فإن الوصفة الأصلية لأوريو، على حسب إدارة الأطعمة والأدوية الأميركية (أف دي أي)، لا تتضمن على الألبان، فالشركة الأم (Nabisco) سعت عديدًا لمقايضة كلمة حليب أو لبن بكلمة كريمة، لوصف الحشو الأبيض. ولكن ووسط ذلك التداخل العظيم، تسببت مؤسسة “Nabisco” في شك المستهلكين بها قبل هذا عام 2014 عندما اتضح أنها تستخدم دهن الخنزير في تصنيع الحشو الكريمي الأبيض، واستبدلته في العناصر التي سجلتها منذ عام 1997 على أنه زيت نباتي، ليتم إدراج أوريو منتجا نباتيا.
تم أعلن أمر المؤسسة عندما سرب أميركي وصفة أوريو لشركة صينية بمقابل 28 مليون دولار، ليتم الحكم عليه بالحبس لفترة 15 عاما، ورغم هذا تبين في الوصفة أن اللون الأبيض والملمس الكريمي كان نتيجة لـ المضافات الغذائية المؤذية، ومنها ثاني أكسيد التيتانيوم، الذي من الممكن أن يسبب تلفًا هائلًا للأنسجة والكبد، ولكن لا يبقى دليل أكيد على وجود تلك المضافات سوى من سرب الوصفة.
وتتوفر سلع أوريو في متاجر صوب 100 بلد بشأن العالم، ومؤخرًا بات أكثر الوجبات الخفيفة المرغوبة بين الناس، مما أسفر عن تفاقم الحالة الحرجة وانتشارها سريعًا. ولإنهاء وضعية الارتباك الناجمة عن التغريدة الأولى، فإذا كنت تأكل أوريو في جمهورية إسلامية فأنت في أمان، أما إذا كنت مسلمًا يقطن في دولة غير مسلمة فأنت بحاجة لتوخي الانتباه.
المصدر : الجزيرة