كتبت حسيبة السيد
محمد مؤيد، هلا النبكي ورانيا كردي قدموا من سوريا إلى النرويج قبل حوالي ثلاث سنوات. يأخذون زمام المبادرة لتعليم الأطفال اللغة العربية في سورتلاند.
في البداية كان من المهم أن نتعلم اللغة النرويجية لنستطيع فهم المجتمع والتأقلم معه، لكنه في نفس الوقت فكرنا أنا وزوجي بطريقة لتعليم أطفالنا العربية خصوصاً أنهم لم يتلقوا تعليماً بالعربية من قبل. بعد فترة اكتشفنا أنَّ هذه الفكرة الكثير من الأهالي يودون أيضاً أن يتعلم أولادهم العربية، تقول هلا.
يقول محمد مؤيد لقد قمنا بطلب معلم لغة عربية لتعليم الأطفال خلال الدوام المدرسي، لكن البلدية لم توافق على ذلك. لذلك قررت أن أجمع أسماء جميع الأطفال الذين يود ذويهم تعليمهم العربية وتقديم الطلب مرة ثانية إلى البلدية. وهذه المرة تم الموافقة على أن نقوم بتعليم الأطفال اللغة العربية بأيام السبت، وتمت استضافتنا في مدرسة سورتلاند الابتدائي.
سعداء بأننا متطوعين
لدى هلا ورانيا الخبرة كمعلمات، على الرغم من أنَّ رانيا قد درست الحقوق في سوريا، إلا أنها اكتسبت خبرة جيدة بالتعليم من خلال عملها كمدرّسة لفترة من الزمن. إلى جانبهم يقف محمد مؤيد وريهام أبا زيد التي تعمل كمساعدة لهم ولديها خبرة جيدة بالتعامل مع الأطفال.
لقد قمنا بإعداد الخطة التعليمية واختيار المنهاج المناسب وتقسيم الأطفال إلى مجموعات، لقد فعلنا ذلك بسعادة ورغبة بتعليم الأطفال لغتهم الأم لأننا نعتقد أنَّ اللغة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالهوية والثقافة وتساعد على التواصل الاجتماعي، تعلّم اللغة الأم يجعل من السهل على الأطفال المنحدرين من أصول أجنبية البقاء على اتصال مع عائلاتهم وأصدقاءهم في أوطانهم الأصلية.
25 طالباً في 4 مجموعات
لدينا شعبتين تضمان تقريباً 25 طالب، ينحدرون من بلاد عدّة. البعض يستطيع تحدّث العربية والبعض الآخر يتحدّث فقط النرويجية. لذلك قمنا بتقسيم الطلاّب إلى 4 مجموعات تبعاً لإمكاناتهم. لدينا مجموعة بدأت بتعلم الأحرف، وأخرى للمبتدئين، وفي المجموعة الثالثة والرابعة يتواجد الأطفال الذين يمكنهم القراءة ولكنهم بحاجة إلى مزيد من التركيز على تعلّم القواعد.
على الرغم من بعض الصعوبات التي تواجههم في بعض الأحيان، تخبرنا هلا أنَّ المديرة والموجهة في مدرسة سورتلاند الابتدائية يقدمون لهم المساعدة لتسهيل عملهم، إضافة إلى مساعدة بعض الأهالي أحياناً.
نهاية لطيفة
العرض مجاني لجميع الأطفال الذين يودون تعلّم العربية، ولقد تلقينا الكثير من ردود الأفعال الإيجابية من الطلاّب والأهالي.
رانيا وهلا يعتقدون أنَّهم ليسوا وحدهم المتطوعين، الأطفال أيضاً يبذلون جهداً في التعلّم، لذلك يستحقون أن ينالوا بعض الحلويات مكافأة على جهودهم.