في محاولة لمعرفة الأعداد الحقيقية لأطفال تنظيم «داعش» النرويجيين وجنسيتهم الأصلية، تعتزم النرويج في الوقت الحالي تطبيق اختبار الحمض النووي للتأكد من أنهم نرويجيون قبل نقلهم إلى موطنهم.
تجنب المخاطرة
وأوضحت وزيرة الخارجية النرويجية، «إني إريكسن سوريد»، موقف الحكومة لهيئة الإذاعة النرويجية «إن آر كيه» قائلة: «لا يمكننا المخاطرة بأن نأخذ أطفالنا إلى النرويج، الذين قد لا يزال آباؤهم على قيد الحياة وليسوا مواطنين نرويجيين».
وأكدت « سورايد»، أنه من الصعب تحديد هوية الأطفال وجنسيتهم، لأن الكثير منهم ولدوا في سوريا أو العراق.
وتابعت: «لذلك، يجب إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من هوية الطفل وجنسيته، وهذا أمر مطلوب؛ لأن إقامة الجنسية يتطلب إثبات الهوية الصحيحة».
وواصلت: «أن السلطات النرويجية على اتصال بالمنظمات الإنسانية الدولية التي يمكنها الوصول إلى المخيمات في سوريا والعراق، مثل لجنة الصليب الأحمر الدولية».
كما وافقت «سورايد» في السابق، على ما قاله رئيس الوزراء «إرنا سولبرج»، إنه على ما هو عليه اليوم فإن إعادة الجهاديين إلى الوطن أو أطفالهم «غير مناسب»، مؤكدة أنه لا توجد حلول بسيطة لهذه المسألة.
وشددت وزيرة الخارجية النرويجية قائلة: «أنه ومع ذلك، فإننا نحاول الحصول على أفضل نظرة عامة ممكنة على الوضع، سواء فيما يتعلق بالظروف في المخيمات والمواطنين النرويجيين الذين قد يكونون هناك».
وفي السياق ذاته أشارت إلى أن النرويج تعمل عن كثب مع اثني عشر دولة أوروبية، بما في ذلك السويد ودول الشمال الأوروبي الأخرى، في محاولة لتطوير حلول عملية البحث.
تخوفات أوروبية
وفي سياق متصل هناك تخوفات أوروبية من أطفال «داعش» الموجودة في سوريا والعراق عقب أن فر آباؤهم نتيجة خسارة معاقلهم الإرهابية في الأراضي السورية والعراقية، خاصة وأن عدد هؤلاء الأطفال يتجاوز الألف طفل وجميعهم تربوا على الأفكار الإرهابية واستخدام العنف المفرط.
إذ حذر «هانس غيورغ ماسن»، رئيس الاستخبارات الداخلية الألمانية، من الأطفال والشباب الذين ترعرعوا على الأفكار الداعشية طوال السنوات الماضية، خاصة المتبقي منهم والعائد إلى أوطانهم الأوروبية.
وأكد «ماسن»، بأن عددًا كبيرًا من الأطفال والشباب تتلمذوا في مدارس تابعة لتنظيم داعش، وخضعوا لعمليات غسيل مخ مما جعلهم متطرفون لدرجة خطيرة.
وأشار رئيس الاستخبارات الداخلية الألمانية، إلى أن جميع الأطفال التابعين لتنظيم لداعش يشكلون جيلًا جديدًا من عناصر أبو بكر البغدادي، وسيكون جيلًا بلا رحمة أو شفقة وأكثر عنفًا.
العنف المحتمل
ومن جانبه قال محمد محمود، أستاذ علم النفس السياسي بجامعة حلوان: إن أطفال الدواعش في مخيمات سوريا والعراق ويحملون جنسيات مختلفة، خطر على دولهم الأم، لأنهم أكثر عنفًا من آبائهم الذين قتلوا أثناء المعارك أو الذين أُلقي القبض عليهم أو حتى الذين فروا خارج بلاد الشام والرافدين، فهم في الوقت الحالي يرغبون بالثأر لذويهم وآبائهم.
وأكد محمود في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن النرويج لديها كامل الحق في الخطوة التي تعتزم اتخاذها حيال أطفال الدواعش ذو الجنسية النرويجية، وفي حال تنفيذ هذه الإستراتيجية ستُحقق النرويج خطوة ناجحة.
وأشار أستاذ علم النفس السياسي بجامعة حلوان، إلى أنه يجب على كل من سوريا والعراق إقامة مراكز تأهيل مجهزة بالكامل لإعادة تأهيل هؤلاء الأطفال، قبل ترحيلهم إلى بلادهم، لتفادي أي مخاطر إرهابية، وليستطيعوا العيش وسط المجتمع بصورة طبيعية.