بهدوء جلس خلف مقود سيارته، يتجهز لرحلة دموية خطط لها مسبقاً وألّف من أجلها بياناً من 87 صفحة. أعدّ عدّته وجهّز أسلحته ووضعها في السيارة، ثم شغّل أغنية Serbia Strong وطلب من مشاهديه في بثّه الحي التسجيل في قناة تُدعى PewDiePie.
انطلق في سيارته بمدينة كرايست تشيرش بنيوزيلندا تجاه مسجدي النور بشارع دينز وآخر بشارع لينوود، لينفذ عملية إطلاق نار وحشية لم تشهدها البلاد من قبل.
وصل المهاجم «برينتون تارانت» كما يسمي نفسه إلى محيط المسجد وهو يرتدي ملابس مموهة تشبه ملابس الجيش.
نزل من السيارة بسلاح في يده وآخر في جعبته، ومشى تجاه هدفه في حوالي الساعة الواحدة والنصف ظهيرة الجمعة.
لا يخطر في بال من يشاهد مقطع الفيديو أن هذه مقاطع حقيقية وليست مشهداً من لعبة «Counter Strike»!
يكمل طريقه ويصل المسجد ويبدأ بإطلاق النار على أنغام أغنية أخرى «Fire» كان يسمعها أثناء هجومه على المصلين خلال صلاة الجمعة 15 مارس/آذار 2019.
أطلق النار عشوائياً على كل من وجده داخل المسجد، فيما يظهر المصلون وهم يحتمون في الزوايا خوفاً منه لا حيلة لهم ولا قوة.
وقع حتى الآن 49 قتيلاً بحسب ما أعلنت الشرطة في نيوزيلندا فيما هناك العشرات غيرهم مصابون.
الهجوم الأول
وفق ما ذكرت الأجهزة الأمنية، وقع الهجوم الأول في مسجد النور بشارع دينز، حيث كان يعج بالمصلين، بينما وقع الهجوم الثاني في مسجد آخر بشارع لينوود.
الأسلحة التي استخدمها المنفذ
شملت أسلحته النارية بندقيةً نصف آلية استخدمها خلال المجزرة، منقوشاً عليها أسماء قتلة سابقين ارتكبوا مجازر، وأسماء المدن التي نُفذت فيها عمليات القتل وكذلك معركة فيينا عام 1683.
شهود العيان
يقول أحد شهود العيان: «في البداية اعتقدنا أن عطلاً كهربائياً وقع ثم فجأة بدأ كل الأشخاص في الفرار».
فيما قال الشاهد لين بينيها أنَّه رأى رجلاً يرتدي ملابس سوداء يدخل المسجد، الذي يعتقد أنَّه كان بداخله المئات، ثم سمع عدة طلقاتٍ نارية.
وأضاف أنَّه رأى رجلاً مسلحاً يهرب قبل وصول أجهزة الطوارئ.
ووصف الشاهد أحمد آل محمود أنَّه رأى «رجلاً يرتدي خوذة يدخل ويطلق النار على كل من في المسجد».
وأضاف كنا نحاول دفع الجميع إلى الهرب من المنطقة، لأنَّنا لم نستطع إخراجهم جميعاً من الباب»، حسبما أخبر موقع Stuff.
وقال إنَّه قفز فوق السياج الخلفي للهرب.
اعتقال المنفذ
وفيما استطاعت الشرطة إلقاء القبض على منفذ الهجوم وشابين آخرين وامرأة يُشتبه في ضلوعهم بالحادث، أعلنت أنه تم العثور على متفجرات مثبتة في مركبات اعترضتها الشرطة في المدينة بعد وقوع الهجوم.
من هو منفذ الهجوم؟
نشرت صحيفة Daily Mail البريطانية المعلومات الأولى عن سفاح مذبحة مسجد نيوزيلندا، إذ أكدت أن مرتكب الجريمة رجل أبيض، وهو أسترالي الجنسية، يبلغ من العمر 28 عاماً.
والقاتل يميني متطرف، كان ينشر باستمرار صوراً لبندقيته مصحوبة بكتابات متطرفة على حسابه في تويتر، ونشر بياناً من 87 صفحة قبل ارتكاب جريمته بساعات.
إغلاق جميع المساجد
ودعت شرطة نيوزيلندا لإغلاق جميع المساجد، كما طلبت من المواطنين عدم مغادرة منازلهم، فيما طوقت قوات الأمن مساحة كبيرة من مدينة كرايست تشيرش.
أسود يوم في نيوزيلندا
قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن:«هذا يوم أسود تعيشه نيوزيلندا.. الكثير من الأشخاص المتضررين مما حصل اليوم سيكونون من اللاجئين والمهاجرين. إن نيوزيلندا هي موطنهم»، مؤكدةً أن هذا عمل غير عادي وغير مسبوق.
كما رفعت أرديرن درجة التهديد الأمني لأعلى مستوى من المستوى المنخفض، وأكدت رفع درجة الاستعداد على الحدود وفي المطارات.
وشددت على أن الهجوم على المسجدين إرهابي وتم الإعداد له مسبقاً، داعيةً إلى أخذ الحيطة عند الذهاب للمساجد.
جنسيات ضحايا الهجوم
أعلنت سفارة السعودية في نيوزيلندا إصابة أول مواطن عربي من الجالية السعودية في حادثي إطلاق النار في مسجدين بمدينة كرايس تشيرش في نيوزيلندا.
وأوضحت السفارة معرفتها بإصابة مواطن سعودي بجروح طفيفة، وتم الاطمئنان على صحته وسلامته.
فيما صرح وزير خارجية إندونيسيا أن 6 من مواطني إندونيسيا كانوا في مسجد النور بنيوزيلندا أثناء تعرضه لهجوم مسلح، وقال الوزير أنهم تأكدوا من نجاة ثلاثة منهم.
أما فريق الكريكت البنغلاديشي فتمكن من الفرار بعد إطلاق النار على مسجدٍ بمدينةكرايست تشيرش النيوزيلندية، قرب المكان الذي كان من المقرر أن يخوض فيه الفريق آخر مبارياته في سلسلة مباريات «تيست الكريكت» في جولته بنيوزيلندا، نقلاً عن صحيفة The Guardian البريطانية.
عربي بوست