ضجّت وسائل الإعلام اللبنانية في الأيام الماضية بأخبار عن شاب يُدعى مصطفى السمان من مدينة طرابلس شمال البلاد، يثأر من معتدين سابقين عليه واحداً تلو الآخر.
وأخذت تلك الأخبار طريقة بالانتشار السريع على الشبكات الاجتماعية، بسبب الفيديوهات التي كانت تُصور وتُنشر للسمان وهو ينتقم ممن «دمروا حياته» حسب قوله.
لكن ما قصة مصطفى السمان؟
الشاب البالغ من العمر 28 عاماً، كان قد تعرّض قبل سنة ونصف لإصابة في قدميه بـ17 طلقة سبقها ضرب وسحل وإهانة وإذلال في الوقت نفسه، بحسب ما نقلت صحيفة «النهار» اللبنانية عن والدة مصطفى.
حدث كل ذلك فيما كان مصطفى يجلس في المقهى بباب الرمل في طرابلس يدخّن النرجيلة، حين هوجم من قبل خمسة أشخاص.
تروي الوالده ما حدث قائلة: «ابني كان أعزلاً، غُدر وظُلم، عانى كثيراً.. وضع جهازاً في رجله يزن 3 كيلوغرامات، حُرم من متابعة حياته بشكل طبيعي وممارسة لعبة البوكس حيث كان بطلاً فيها».
وتابعت: «هاجمه (ج.ب) وأربعة معه، وبعد فترة جرى توقيف أحدهم بتهمة قتل عسكري في الجيش اللبناني في الميناء، لذلك بقي أمام مصطفى 4 اشخاص للانتقام، نفّذ قصاصه على اثنين وبقي اثنان».
وبعد أن تماثل مصطفى للشفاء، قرر الانتقام من الخمسة الذين اعتدوا عليه وتسببوا بمعاناته، لا سيما وأن «الدولة تقاعست عن أخذ حقّه» وفق ما تروي والدته.
وبدأت حلقات الانتقام
قبل شهر، تقول «النهار»، أطلق مصطفى النار على (شادي ظ.) وقبل يومين أصاب (نور الدين ب) بخمس رصاصات في قدميه داخل محله في منطقة الطينال في طرابلس.
وانتشر فيديو للأخير وهو ممدد على الأرض غارقاً بدمائه، قبل أن يلوذ مصطفى بالفرار.
وكان الفيديو الأخير الأكثر تداولاً بين رواد التواصل الاجتماعي في لبنان، كما كان فقرة ضمن حلقة الإثنين 21 يناير/كانون الثاني 2019 من برنامج الإعلامي اللبناني طوني خليفة على قناة «الجديد».,
وعن الثأر، تقول والدة مصطفى:»نعم أنا ضد الثأر، لكن دولتنا هي من حوّلت ابني الى شاب مطلوب عندما لم تقم بواجبها، أعلم أنه سيتم توقيفه لكنه سيتوقف بشرف».
وأضافت: «ألا يكفي الفقر الذي نعيشه حتى نعيش جو المطاردة والثأر، وقد سمعت همساً ان هناك قراراً بتصفيته، ومن الآن أقول إن تمت تصفيته لن نسكت أنا وأشقاؤه الأربعة».
أراد الانتقام.. لكنّه الآن مُطارد
وتلاحق القوى الأمنية اللبنانية الشاب مصطفى الآن. ولفت مصدر في قوى الأمن الداخلي للصحيفة اللبنانية إلى أنه «دوهم منزله عدة مرات من دون أن يتم العثور عليه، فهو فارّ خارج طرابلس التي يقصدها لتنفيذ انتقامه ممن أطلقوا عليه النار».
وعن عدم توقيفهم قبل سنة ونصف من قبل القوى الأمنية قال: «فُتح مخفر باب الرمل تحقيقاً حينها وصدرت مذكرات توقيف بحقهم، جرى توقيف بعضهم قبل إطلاق سراحهم».