أثار مقتل صيدلاني سوري معروف في مدينة هامبورغ الألمانية صدمة في المدينة، وضجة في وسائل الإعلام الألمانية. وترجو زوجة الضحية ألا يكون هناك دوافع سياسية وراء مقتل زوجها الذي كان معروفاً بمعارضته للنظام السوري.
الشموع والزهور وبطاقات التعزية، عبّر الناس في مدينة هامبورغ الألمانية اليوم الجمعة 18يناير/كانون الثاني عن حزنهم لوفاة الصيدلاني السوري محمد ج. (48 عاماً)، الذي توفّي قبل بضعة أيام متأثراً بجراحه، إثر عدة ضربات بالفأس على رأسه والجزء العلوي من جسده، أدت إلى قطع إحدى أصابعه.
“موته هو حديث الساعة”، هكذا وصفت صحيفة “هامبورغر مورغن بوست” الوضع في أحد شوارع حيّ هاربورغ في المدينة، الذي شهد وقوع الجريمة، وهو الشارع نفسه الذي يمتلك فيه محمد ج. ثلاثة مبانٍ، وتوجد فيه صيدليته التي يديرها منذ خمسة عشر عاماً، بالإضافة إلى مقر “اتحاد السوريين في المهجر- ألمانيا”، المعارض الذي ساهم جونة في تأسيسه عام 2011.
“الصيدلية الأن مغلقة ونحن تحت وقعة الصدمة”، هكذا تقول إحدى العاملات في الصيدلية لموقع أبوتيكه أدهوك الألماني.
صدمة من الجريمة ومخاوف من أن تكون سياسية
وكتبت إحدى زبائن الصيدلية على الفيسبوك: “إنها صدمة في هذا اليوم أن نشهد ما حدث. أنا وأسرتي نقدّر هذا الرجل كثيراً. لقد كان طفلي يفرح كلما يراه في الصيدلية. عزائي للعائلة والأصدقاء والأقارب”.
وفي وقت تثير فيه بشاعة طريقة ارتكاب الجريمة ومواقف محمد ج. المعارضة للنظام السوري العديد من التكهنات حول مرتكب الجريمة ودوافعها، تؤكد الشرطة أنها تبذل جهدها وتحقق في جميع الاتجاهات من أجل كشف ملابساتها، حتى أن الاستخبارات أيضاً تشارك في التحقيقات لمعرفة فيما إذا كانت هناك دوافع سياسية وراء جريمة القتل أم لا، وهذا ما لا ترجوه زوجة محمد ج. تقول الزوجة لصحيفة “هامبورغر مورغن بوست” إنها ترجو ألا يكون هناك دوافع سياسية وراء مقتل زوجها.
مساعدة السوريين المعارضين
كان الاتحاد الذي يديره الصيدلاني السوري، (والمسجل في ألمانيا كجمعية) يوصل المساعدات الإنسانية ومن بينها سيارات الإسعاف إلى سوريا. وينادي الاتحاد بـ”دعم تماسك السوريين في الخارج” و”تحقيق مستقبل أفضل للأطفال في الوطن”، كما أوردت صحيفة بيلد واسعة الانتشار.
وتظهر صور نشرتها صفحة “اتحاد السوريين في المهجر –ألمانيا” أن محمد ج. كان في زيارات دائمة للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال سوريا.
كما يظهر محمد ج. نفسه في أحد الفيديوهات المنشورة على الصفحة قبل عام، ويقول إنهم أرسلوا إحدى عشرة سيارة إسعاف من هامبورغ إلى سوريا.
يقول السياسي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي كاظم أباجي الذي كان قد شارك في مؤتمر للجمعية في عام 2015: ” لم يكن (محمد ج.) منشغلاً بالمساعدة الإنسانية في سوريا فحسب، بل كان يدعم اللاجئين في هامبورغ من أجل الاندماج أيضاً”. وهو ما يؤكده تقرير نُشر على في صفحة الجمعية قبل عام عبر فيسبوك يتحدث عن “معهد اتحاد السوريين في المهجر” الذي يساعد عشرات الطلاب السوريين لتعلم اللغة الألمانية والتعرف على المجتمع الألماني.
“واثقون بأن الجناة سيحاسبون”
وقد نشر ائتلاف التطوير والعدالة (BIC)، وهو حزب ألماني صغير تم تأسيسه في عام 2010، وكان ينتمي إليه محمد ج.، بياناً ينعى فيه الناشط السوري، ويصفه بأنه كان “شخصاً طيب القلب، عمل بلا كلل من أجل اللاجئين والمحتاجين”.
وأضاف الحزب: “نحن على ثقة من أن التحقيقات التي تجريها الشرطة ستؤدي قريباً إلى نتيجة وأن الجاني (أو الجناة) سيحاسبون بموجب القانون”.
“بقدر ما كان الصيدلاني (محمد ج.) محبوباً من قبل زبائنه وجيرانه وغيره من الناس، يقال إنه كان رجل أعمال صعب”، وفقاً “لصحيفة هامبورغر مورغن بوست”، والتي نقلت عن صاحب متجر في أحد مبانيه قوله: “كان يغضب سريعاً عندما يتعلق الأمر بالنقود”.
وحسبما كشفت صحيفة “هامبورغر مورغن بوست” فإن الشرطة وجدت الفأس الذي يشتبه أنه كان أداة الجريمة، وأشارت الصحيفة إلى إمكانية وجود رابط بين الجريمة ومشاكل وقعت بين الضحية وأحد المستأجرين أو شركاء في العمل.
محيي الدين حسين – مهاجر نيوز