مع اقتراب ساعة الصفر لتصويت نواب البرلمان البريطانى على إجراءات انفصال بلادهم عن الاتحاد الأوروبى المرتقب نهاية مارس المقبل، ومع تصاعد احتمالات التصويت بـ«لا» على اتفاقية رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى مع الاتحاد الأوروبى، لن يبقى أمام البلاد سوى خيارات محدودة ، وسيناريوهات متوقعة قد تتجه إليها على الفور، إذ لم يعد لديها متسع من الوقت.
وفى هذا الصدد، تشير صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية الى أن الهزيمة المتوقعة لماى، بدرجة كبيرة تحت قبة البرلمان، إما أن تكون «هينة»، أى بهامش بسيط لا يتطلب تجاوزها سوى إقناع نحو 20 نائبا كحد أقصى، مؤكدة أن ذلك بإمكانه إتاحة الفرصة لماى من أجل الدعوة لتصويت ثان داخل البرلمان بعد إقناع ذلك «الهامش»، واستمالته لصفها.
السيناريو الآخر، هو أن تتعرض ماى لـ «هزيمة ثقيلة»، بفارق نحو 100 صوت لصالح الرفض، وهو ما قد يقضى على آمالها فى أى محاولة أخرى للمناورة، كما أن إمكانية توجهها مرة أخرى لبروكسل والتفاوض على شروط جديدة بات أمرا مستحيلا الآن فى ظل تعنت الاتحاد الأوروبى فى تقديم المزيد من التنازلات.
هنا قد تلجأ الحكومة إلى ما تسميه بـ«الخطة ب» أو «النرويج بلس» أى محاكاة النموذج النرويجى فى علاقته بالاتحاد الأوروبى، فعلى الرغم من أن أوسلو ليست عضوا فى الاتحاد الأوروبى، إلا إنها تعمل ضمن السوق الأوروبية الموحدة، واتحادها الجمركى، ومنطقة شنجن. ذلك الخيار يميل إليه العديد من النواب، بحيث يسير جنبا إلى جنب مع إجرءات انفصال البلاد عن أوروبا، باستثناء أيرلندا.
المعارضة من جانبها، متثملة فى حزب العمال بقيادة جيرمن كوربى، ترفض خيار «النرويج بلس»، وتسارع الوقت فى المقابل، من أجل الدعوة لحجب الثقة عن ماى وبدء انتخابات مبكرة، بمجرد إعلان البرلمان اليوم لرفض صريح على اتفاقها مع بروكسل.