عبرت الدكتورة نادية أعراب، رئيسة المجلس الإستشاري للدول الإسكندنافية، عن استنكارها الشديد للعمل الإجرامي الذي راحت ضحيته بإمليل(نواحي مراكش) سائحتين أجنبيتين من النرويج والدانمارك، الذي يتنافى ليس فقط مع مبادئ الدين الإسلامي بل أيضا مع الحق في العيش في المشترك، كما يعد اعتداءا سافرا على الحق في الحياة الذي تضمنه المواثيق الدولية لحقوق الإنسان،
وأضافت الدكتورة أعراب، المقيمة في النرويج لـ “أنفاس بريس”، أن النرويج تسود فيها أجواء الحزن الشديد نتيجة مازالت تحت وقع الصدمة بسبب هذا الفعل الإرهابي، حيث ما زال النرويجيون لم يستوعبوا بعد بشاعة جريمة ذبح سائحتين مع تصوير مشاهد هذه الجريمة النكراء، قائلة:” القانون النرويجي يمنع ذبح دجاجة؛ فما بالك بذبح إنسان على يد إنسان وآخر يصور مشهد الذبح. فهذا أمر لم يقو شعب النرويج على هضمه”.
وعبرت محاورتنا عن استنكارها الشديد لأفكار وجرائم الإرهابيين والتي لا تمت بأي صلة لتقاليد المغاربة المبنية على التسامح ولا بتعاليم الإسلام، مضيفة بأنها لم يسبق لها أن عاشت جرائم بهذه البشاعة، وهي التي كبرت وترعرعت في المغرب، حيث ساد التسامح بين المسلمين واليهود والنصارى لسنين طويلة.
وعن تداعيات هذه الجريمة الإرهابية على الجاليات المسلمة عامة، والجالية المغربية في النرويج على وجه الخصوص قالت أعراب: ” إن السلطات النرويجية لم تعمم الحكم، فالحكومة النرويجية واعية بمخاطر الإرهاب الذي يضرب في أي مكان بالعالم وهذا الموقف الرسمي للحكومة النرويجية شيء إيجابي في حد ذاته، بل أكثر من ذلك لم تمنع النرويج مواطنيها من الذهاب للمغرب، بل دعتهم فقط إلى ضرورة اصطحاب مرشدين سياحيين عند زيارة المناطق الجبلية بالمغرب، لأن النرويج سبق لها أن اكتوت بويلات الإرهاب عندما قام مسلح وأطلق النار على أبرياء وقتل أزيد من 70فردا بمنتجع بالنرويج” .
وبخصوص تعامل الإعلام النرويجي مع مقتل سائحتين بشمهروش، قالت أعراب أن الإعلام النرويجي يتتبع عن كثب تطورات هذه الجريمة البشعة ويخبر الرأي العام في كل وقت بآخر مستجدات القضية، مضيفة بأن هناك تعاون وثيق بين السلطات الأمنية في كل من الدانمارك والنرويج من جهة و الأمن المغربي من جهة أخرى للكشف عن خيوط وملابسات هذه الجريمة الشنيعة.
وفي سؤال لجريدة ” أنفاس بريس “عن رأي المواطن النرويجي في الجريمة الإرهابية أشارت أعراب أن هناك صنفين : صنف من المواطنين أبدوا رغبة في إلغاء سفرياتهم إلى المغرب بسبب تأثرهم الشديد نتيجة الجريمة، وصنف آخر يقول إن الإرهاب لا ملة له ويمكن أن يضرب في أي بلد وفي أي وقت والمغرب هو الآخر ضحية للإرهاب، لكن “مع ذلك- والكلام لمحاورتنا – فالجرح الناجم عن هذه الجريمة مازال عميقا ، فالكل منشغل بتداعيات هذا الفعل الشنيع”.
وأوضحت الدكتورة نادية أعراب في ختام تصريحها لـ ” أنفاس بريس “، أن ما أقدم عليه الإرهابيون بإمليل يساهم في تعقيد الموقف من قضية الصحراء المغربية، على اعتبار أن خصوم المغرب سيوظفون ذلك كورقة في مواجهة المغرب.
وتأسفت محاوتنا بالقول:” المجلس الاستشاري للدول الإسكندنافية سبق له أن نظم رحلة لفائدة 150 شاب نرويجي إلى المغرب في صيف 2018، وهؤلاء أخذوا انطباعا جد ايجابي عن المغرب، ” لكن للأسف، تأتي كمشة من الإرهابيين الجبناء وتنسف ما بنيناه”.