لم تكن الصديقتان لويزا ومارين تعلمان أن مغامرتهما في تسلق جبل توبقال، في منطقة أيت مليل نواحي مراكش، ستتحول إلى مذبحة تتناقلها وسائل الإعلام العالمية. ولم يخطر ببالهما أن حبهما للمغامرة والاكتشاف قد ينهي حياتهما على يد وحوش آدمية.
بداية المغامرة
بدأت قصة الشابة الدانماركية لويزا فيتسرغر، وصديقتها النرويجية مارين أولاند، حين قررتا، شهر نونبر الماضي، القدوم إلى المغرب لقضاء عطلة رأس السنة، وتسلق جبل توبقال في رحلة تمتد شهرا كاملا في المغرب.
وكتبت لويزا على حسابها على موقع الفايس بوك تسأل أصدقاءها عن معلومات حول جبل توبقال، ولم تكن تعلم أن هذا المنشور سيكون الأخير.
تحذير الأم وإشادة الأصدقاء
ولم تكثر لويزا لتحذير والدتها من الذهاب إلى هذه المنطقة الخطرة، حسب تعبيرها، ولم تعر الأمر أي اهتمام، خاصة أمام تشجيعات أصدقائها على الفايس بوك، والذين أشادوا باختيارها، عبر تعليقاتهم على المنشور.
السفر إلى جبال الأطلس
إلى جانب لويزا، كانت زميلتها في جامعة “أو إس إن” في جنوب النرويج، مارين، المحبة للسفر والرحلات الاستكشافية، والتي قررت مرافقتها لزيارة هذه المعلمة الطبيعية، الواقعة في جبال الأطلس الكبير في المغرب، بعدما زارت سابقا عدة مناطق جبلية في أوروبا.
الاتصال الأخير
يوم الأحد الماضي (16 دجنبر)، اتصلت والدة مارين أولاند بابنتها، فأخبرتها الأخيرة بأنها وصلت إلى منطقة أيت مليل بخير، لكن شبكة تغطية الهاتف ضعيفة في المنطقة، لذلك لن تستطيع التواصل معها باستمرار، وكان هذا آخر حوار بين الأم وابنتها.
يوم الفاجعة
وفي صباح يوم أول أمس الاثنين (17 دجنبر)، انتشر خبر ذبح سائحتين في منطقة أيت مليل، الأولى دانماركية والثانية نرويجية، وهو ما تم نقله مباشرة عبر وسائل إعلام في الدولتين، لكن عائلتي الضحيتين لم تتوصلا بالخبر إلا بعد ساعات حين تم التحقق من هوية الضحيتين.
إلقاء القبض على مشتبه فيه
وفي صباح أمس الثلاثاء (17 دجنبر)، أكدت السلطات المغربية إلقاء القبض على مشتبه فيه متورط في الجريمة، كما أكدت أن البحث لازال جاريا لمتابعة جميع المتورطين في هذا الجرم البشع الذي لا يمت للمغرب بصلة، والذي صنف، حسب العديد من التقارير العالمية، من بين الدول الأكثر أمانا واستقرارا.