كشفت صحيفة The Sun أن عملية قتل السائحتين التي وقعت في المغرب قبل أيام، يقف وراءها تنظيم داعش، الذي قام عناصره بتسجيل مقطع مصور لهذه الجريمة البشعة. وقالت الصحيفة البريطانية إن سائحتين إسكندينافيتين تعرضتا للذبح من قِبل إرهابيِّين منتمين إإلى ى تنظيم داعش بالمغرب، في حين يستمر تحقيق الشرطة في مقطع الفيديو البشع الذي يصور عملية الذبح.
ويبدو أن الدنماركية لويزا فيستيرغار، البالغة من العمر 24 عاماً؛ والنرويجية مارين أولاند، البالغة من العمر 28 عاماً، قد طُعنتا وذُبحتا أمام الكاميرا في أثناء تخييمهما بمنطقةٍ بالمغرب. ويُظهر مقطع الفيديو المرعب، الذي اطلعت عليه صحيفة The Sun البريطانية، فتاةً وهي تصرخ في حين يجزُّ رجلٌ رقبتها بما يبدو أنه سكين مطبخ. وقال سكان المنطقة إنه عُثر على الضحية ميتة بخيمتها، في حين عُثر على الأخرى خارج الخيمة. إحداهما كانت مقطوعة الرأس، في حين بدت على الثانية آثار جراح قاتلة في الرقبة. واكتشف السياح جثتي الفتاتين يوم الإثنين 10 ديسمبر/كانون الأول 2018، وأخبروا الشرطة التي اعتقلت مشتبهاً فيه يوم الثلاثاء، ثم اعتقلت 3 آخرين صباح اليوم.
المنفذون بايعوا داعش
وكان المشتبه فيهم الأربعة قد أعلنوا ولاءهم لـ «لداعش»، بحسب ما صرح به مصدرٌ لصحيفة vg.no النرويجية. وتتوافق هذه التقارير مع البيان الذي أصدره المدعي العام المغربي بالأمس، والذي أفاد بأن المشتبه به في الجريمة له علاقةٌ مع الجماعة الإرهابية. في الفيديو الذي تداولته شبكات التواصل الاجتماعي، يقرأ مرتكبو الجريمة بياناتٍ يربطون فيها ما يحدث في الفيديو بقصف التحالف الغربي لسوريا، ويُسمعون بوضوح وهم يقولون: «هذا لأجل سوريا، هذه هي رؤوس آلهتكم».
ونقلت قناة M2 الرسمية المغربية أيضاً، أن السلطات تتعامل مع الجريمة على أنها عملٌ إرهابي. ادَّعى عمال الفندق الذي كانت الفتاتان تقيمان به، أنهما مكثتا مع 3 فتيات أخريات، وشوهدتا مع رجالٍ مغاربة، قبل أن تنطلقا في رحلة استكشاف الجبال المجاورة. بينما أفاد سكان المنطقة التي عُثر فيها على الفتاتين، بأن 3 رجال «مشردين» شوهدوا وهم يخيمون بالقرب من منطقة تخييم الفتاتين. قال أحد عمال الفندق إن «ثلاثة رجال مشردين وصلوا من مراكش ونصبوا خيمتهم بجانب خيمة الفتاتين. ولم يكن هؤلاء الرجال من هذه المنطقة». وكشفت الشرطة صور ثلاثة من المشتبه فيهم الأربعة، لكنها لم تؤكد أسماءهم بعد.
قتلة غير محترفين
وصرح مورتين بواس، من وزارة الخارجية النرويجية، بأن عملية القتل لم ترتكبها -على الأرجح- مجموعات إرهابية منظَّمة. وأضاف لصحيفة Aftenposten.no، أنه يعتقد أن هؤلاء الرجال استلهموا الجريمة من داعش، وأنهم تبنوا التطرف عن طريق الإنترنت. يُعتقد أن المشتبه فيهم لاحقوا الفتاتين قبل مهاجمتهما في أثناء نومهما يوم الإثنين.
نُقل أن كاميرات المراقبة تُظهر المشتبه فيهم وهم يقتربون من منطقة التخييم، حيث نصبوا خيمةً تبعد 600 ياردة عن الفتاتين. وكانت تقارير قد ذكرت قبلها أن الشرطة تحقق في احتمال أن يكون دافع الجريمة جنسياً، بعد استبعاد السرقة، لأنه لم تتم سرقةُ أي من ممتلكات الضحايا، بحسب الصحيفة البريطانية. وزُعم أنهم هربوا لاحقاً تاركين خيمتهم، حيث وجدت الشرطة هوية أحد الموقوفين. قادت الهويةُ الشرطةَ إليه وإلى اثنين من شركائه المحتملين، الذين تمت ملاحقتهم، بالإضافة إلى شخصٍ رابع. وأفاد مصدرٌ لشبكة أخبار المغرب، بأن «المشتبه فيهم كانوا يخيمون في المنطقة نفسها التي وقعت فيها الجريمة. ورأى شهودٌ المجموعةً خلال الليل، في أثناء توجه أفرادها إلى منطقة التخييم».
وقالت والدة مارين (إحدى الضحيتين)، لشبكة البث النرويجية NRK، إن ابنتها كانت «حنونةً وواعية. كانت السلامة أولويةً لديها، واتخذت الفتاتان كل الاحتياطات اللازمة قبل البدء بالرحلة»، بحسب الصحيفة البريطانية. كلتا الفتاتين كانت طالبة في برنامج «نشاطات الهواء الطلق والإرشاد الثقافي»، التابع لجامعة جنوب شرقي النرويج، كما حضرت كلتاهما برنامجاً تعليمياً في «بو» بجنوب النرويج وغرب أوسلو. وكتبت الجامعة على صفحتها الرئيسية إشادةً قصيرة بالفتاتين، أكدت فيها أنهما كانتا «تقضيان عطلة خاصة مدتها شهرٌ في المغرب»، مضيفةً أن «قلوبنا مع عائلتي الفتاتين». وقال المتحدث باسم الشرطة المغربية، بوبكر سابك، لموقع Barlmane الإخباري، إن الشرطة لا تستطيع تأكيد أن الفيديو حقيقي، ولكنه أكد أن التحقيق جارٍ في الأمر. كما تقوم السلطات في الدنمارك والنرويج بالتحقيق في مصداقية الفيديو