تعتبر السفن السياحية (Cruise Ships) من أكبر مصادر التلوث في العالم، مقارنة بالآليات الأخرى. فالسفن الضخمة هذه، تصدر تلوثاً يفوق تلوث طائرات النقل، أو حتى الآلات العسكرية مثل الدبابات والطائرات الحربية، نظراً لحجم محركاتها.
ولكن الشركة السياحية النرويجية “هرتيغروتن” تقول إنها ستعتمد قريباً على مصدر جديد للطاقة من شأنه أن يحول بواخرها الكبيرة إلى ماكينات “صديقة للبيئة”.
وتشتهر دول إسكاندينافيا بشكل عام بأنها الأكثر احتراماً للبيئة في العام اليوم، وبأنها الأكثر حرصاً على إيجاد حلول للأزمة الأيكولوجية الحالية، أكبر أزمات العصر.
وقد يفكر أحدنا بأن السفن ستجهّز قريباً بالتقنيات اللازمة لتعمل على الطاقة الشمسية، أو الكهربائية، أو أي نوع آخر من الطاقة المتجددة، إلا أنّ سفن “هرتيغروتن” ستعمل قريباً بالأسماك الميتة!
يبدو الخبر “مجنوناً” بعض الشيء، ولكن النرويج، كما يشير الواقع، تمتلك صناعة كبيرة جداً في القطاع السمكي، وهذه ثروة تطمح شركة النقل للاستفادة منها.
ففي عملية بسيطة، تُمزج بقايا الأسماك التي لا يمكن بيعها كالذيول والرؤوس وغيرها مع بقايا عضوية من مصادر أخرى ومتنوعة، ما يصنع طاقة تعرف “بالغاز الحيوي”.
ويقول دانييل سكيلدام، المدير التنفيذي لشركة “هرتيغروتن”، إن ما يمثل مشكلة (نفايات) بالنسبة للآخرين يمثل حلاً لنا”. ويضف سكيلدام متحدثاً لوكالة الصحافة الفرنسية “بذلك ستكون سفينتنا أوّل سفينة سياحية تعمل بالطاقة الخضراء”.
Guillaume Speurt
Le MS Midnatsol à quaiGuillaume Speurt
الغاز الحيوي
تنتج عملية تصنيع الغاز الحيوي روائح كريهة باستخدام الأسماك أو من دونه، إذ أن هذه العملية تعتمد أساساً على المواد العضوية القابلة للتفكك، كان مصدرها حيوانياً أو نباتياً.
ويتمّ تطهير ما ينتج من غاز عن المواد العضوية، ثم يتم تحويله إلى سائل يمكن أن يشغّل محركاً. هذا السائل يعرف بالغاز الحيوي.
مع ذلك، فإن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون موجودة خلال هذه عملية التركيب ولكن نسبته ضعيفة جداً مقارنة بالنسبة الموجودة في الطاقة الأحفورية الكلاسيكية.
وتخطط “هرتيغروتن” لأن تصبح الشركة السياحية الأولى التي لا تصدر سفنها غازات كربونية على الإطلاق بحلول العام 2050.
يذكر أخيراً أن الشركة التي تشغل السفينة، والتي تمّ تأسيسها منذ 125 عاماً، قد منعت سابقاً استخدام المواد البلاستيكية بشكل جزئي، ضمن رؤيتها “الخضراء” الجديدة.