روى حسن القنطار اللاجئ السوري الذي وصل كندا بعد أن تقطعت به السبل 7 أشهر في مطار ماليزي تجربته في مكان اللجوء وسفره إلى موطنه الجديد. في الفيلم القصير الذي أعده موقع قناة الحرّة الأميركي تتحدث أيضاً المرأة التي ناضلت من أجل جلبه إلى كندا.
فيسبوك
مشاهدة مقطع الفيديو (3:43)
منشور بواسطة Irfaa Sawtak – ارفع صوتك
وسلطت محنته في المطار الماليزي الضوء على الطرق الغريبة التي يلتمسها بعض طالبي اللجوء لتحقيق مبتغاهم. وعلق حسن القنطار بمطار كوالالمبور الدولي في مارس/آذار عندما انتهت تأشيرة دخوله إلى ماليزيا للسياحة، ولم تسمح له السلطات باستقلال رحلة إلى بلد آخر. وغادر القنطار (37 عاماً) سوريا قبل اندلاع الحرب الأهلية في 2011، وعمل في الإمارات لعدة سنوات لكنه اضطر لمغادرتها بعد انتهاء إقامته. وقال إنه لم يستطع العودة إلى بلاده لرفضه الخدمة في الجيش.
وقضى أشهراً في الصالة رقم 2، عاش خلالها على وجبات الطعام التي تقدمها له شركات الطيران على سبيل المعونة. وحاول خلال تلك الفترة العثور على بلد يمنحه تأشيرة دخول ووثق معاناته لمتابعيه عبر تويتر وفيسبوك. وعرض لنفسه صوراً وهو يحيك ملابسه وأخرى وهو يحتفل لدى اختراق أشعة الشمس نافذة الصالة في الصباح، أو عندما تنطفئ بعض أضوائها للحظات.
الناس «تجهل الأمور المتعلقة بأزمة اللاجئين»
وكتب في مايو/أيار، تعليقاً أسفل صورة له وهو ينظر من النافذة المطلة على مدرج ترابض فيه طائرات «يوماً ما.. سيكون ذلك مجرد قصة». وقال لرويترز عبر الهاتف يوم الثلاثاء إن توثيق محنته «كان ضرورياً» لأن الناس «تجهل الأمور المتعلقة بأزمة اللاجئين». ولفتت محنته انتباه الكنديين الذين سعوا سراً إلى رعايته كلاجئ في بلادهم.
وقال شوكت حسن من جمعية مسلمي كولومبيا البريطانية التي ساعدت في رعاية القنطار «عندما لاحظنا مشكلته.. إذ كان عالقاً في المطار الماليزي ولا يوجد مكان يذهب إليه ولا أحد يقبله، عرضت اقتراحاً ‘لدينا مكان. يمكننا إدخاله ورعايته». وأضاف «تجاوب على الفور بعض الناس وبدأنا الإجراء وملأنا الوثيقة (طلب اللجوء) وأرسلناها». واستغرق نظر طلب اللجوء شهوراً. وخلال تلك الفترة نقل القنطار إلى مركز احتجاز للمهاجرين بماليزيا وواجه تهديدات بإعادته إلى سوريا. ووصل ليل الإثنين إلى مطار فانكوفر الدولي.
وأصبح ممن يتمتعون بإقامة دائمة لدى وصوله إلى كندا لأنها اعترفت به بالفعل كلاجئ. وكانت في انتظاره لوري كوبر، إحدى رعاته، التي اصطحبته في سيارة على طريق سريع إلى منزلها بمدينة ويسلر حيث سيقيم إلى أن يحدد ماذا سيفعل. وقال القنطار إنه يحس منذ وصوله بمشاعر جياشة تمنعه من النوم. وأضاف «في الحياة الحقيقية هناك لحظات أجمل من الحلم نفسه».
وذكر أن أول شيء فعله لدى خروجه من مطار فانكوفر هو التعرف على البيئة المحيطة. وقال «بالنسبة لي المشي في الشوارع مجدداً وتنفس الهواء المنعش ليس شيئاً عادياً: إنه صوت الحرية ورائحتها».