نشرت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء تقريرا حول رؤية النرويج لمشاركتها في الغارات التي شنها حلف الشمال الاطلسي –الناتو- في ليبيا وأدت إلى مقتل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي وسقوط الدولة الواقعة في شمال أفريقيا في حالة فوضى.
وقالت الوكالة الروسية في سنة 2011 وافقت النرويج بقيادة الأمين العام الحالي لحلف الناتو ينس ستولتنبرج على إسقاط 588 قنبلة على ليبيا كجزء من عملية الناتو للإطاحة بزعيمها معمر القذافي، وهو القرار الذي وصف في تقرير حكومي نرويجي مكون من 260 صفحة أنه كان “طائش” مما أثار اللوم المتأخر و الأسف بين السياسيين.
وخلصت لجنة حكومية إلى أن قيادة حزب العمال النرويجي ورئيس الوزراء آنذاك ينس ستولتنبرج كانت تعرف “القليل جداً” عن الوضع في ليبيا قبل أن يوافقوا على المشاركة في عملية حلف الناتو في ربيع عام 2011 ، والتي أغرقت فعلياً البلد الواقع في شمال أفريقيا -الذي كان مزدهر نسبياً- في الفوضى.
ولعبت النرويج دوراً نشطاً في تفجيرات الناتو في ليبيا حيث أسقطت 588 قنبلة أو عشر الجهد الكلي للناتو مما ترك العديد من المدن الليبية في حالة خراب. وعلى الفور تقريبا دار نقاش حول صحة وضرورة هذه الحملة. وطالب الدبلوماسي السابق والناشط في المجال الإنساني جان إيجلاند بإجراء تحقيق في التفجيرات في وقت مبكر من عام 2012 ، مستشهدا بالعديد من الضحايا من المدنيين الذين كان من المفترض أن تحميهم غارات الناتو التي تدعمها الأمم المتحدة.
وأكد وزير خارجية النرويج السابق يان بيترسن من حزب المحافظين -الذي قاد اللجنة- أن دورها لم يكن تحقيقيًا أو تقييميًا، موضحا “كان الهدف هو معرفة ما حدث والمساهمة في النقاش العام” ، وفقا لصحيفة “أفتنبوستين” اليومية . وبالتالي لم يتم توجيه أي انتقاد قاسٍ لحكومة حزب العمال آنذاك ، حيث كانت ليبيا دولة معزولة ذات معلومات قليلة متاحة للجمهور. ومن ناحية أخرى تم الإشادة بالجيش النرويجي لأنه “قام بمهامه بشكل احترافي وبدرجة عالية من المسؤولية”.
وفي حين امتنع بيترسن بشكل واضح عن التقييم التدخل النرويجي في ليبيا، فإن وزيرين بالحكومة آنذاك أوضحا أنه ما كان ينبغي أن تشارك النرويج.
وقال زعيم حزب اليسار الاشتراكي أودون ليزباكين لـ “أفتنبوستين” “في ضوء ما نعرفه اليوم ، كانت هذه حربا لتغيير النظام ، ما كان يجب أن تشارك النرويج في حرب ليبيا”، واتفق زعيم حزب الوسط السابق ليف سيجن نافارسيتي على أن القرار “اتخذ بسرعة كبيرة”.
وقال نافارسيتي لصحيفة “افتنبوستن”: “عندما تنظر إلى ما حدث بعد ذلك ، مع تحول ليبيا إلى نقطة ساخنة للإرهاب فهذا ليس قرارًا يفخر به”.
ووصف مورتن بويس ،وهو باحث بارز في معهد السياسة الخارجية النرويجي قصة ليبيا بأنها “تدخل خاطئ” ، داعياً المسؤولين النرويجيين إلى “قبولها ، رغم أنها صعبة”.
وقال بويس لصحيفة دجسافيسن النرويجية “الغارات كانت مبنية على فكرة انه اذا تخلصت من القذافي فسيكون كل شيء على ما يرام”.، موضحا ان حكومة ستولتنبرج قبلت الادعاء الأمريكي الذي لم يثبت بعد أن القذافي يخطط لارتكاب ابادة جماعية. وتابع “لم يكن لدى أحد خطة فيما يتعلق بما يجب أن يحدث مع ليبيا بعد سقوط القذافي”.
بعد سبع سنوات من تسبب الاحتجاجات المتعلقة بالربيع العربي في اندلاع صراع مسلح أدى إلى زوال الزعيم الليبي معمر القذافي، لا تزال البلاد ممزقة بفصائل متنافسة وممتلئة بالمتطرفين الإرهابيين. وبينما تستمر النزاعات المسلحة والصراعات الداخلية على السلطة أصبحت ليبيا مرتعاً لتهريب البشر.
وكالة سبوتنيك الروسية