يمكن تعريف العنوسة بأنها المرحلة العمرية التي تصل اليها الفتاة أو التي يصل اليها الشاب دون حدوث ارتباط شرعي، وهذه الظاهرة تعتبر من أخطر ما يواجه المجتمع والشباب العربي، لكن مصطلح العنوسة تم تعميمه في الوطن العربي على الفتيات والتصق بهم وحدهم دون الشباب، فإذا ما سمعت عن العنوسة فاعلم ان المقصود هو الفتيات، مع ان التعريف الحقيقي يشمل الجنسين..
وحتى الان لا يوجد معيار ثابت وواضح في تحديد السن الأساسي للفتاة ليطلق عليها لقب ” عانس” ، حيث يختلف العمر الافتراضي للعنوسة من منطقة الى أخرى ومن مجتمع الى اخر، كما تختلف من القرى والبدو عن المدن، وعلى سبيل المثال ينظر الى الفتاة التي تجاوزت سن العشرين عاماً في القرى والبدو على أنها عانس، لكن في المدن يختلف الموضوع اختلافاً جذرياً ، فلا يطلق على الفتاة بأنها عانس الا ان تجاوزت الثلاثين عاماً مثلاُ، وربما خمس وثلاثون عاماً في مناطق أخرى، ويعود جوهر الاختلاف بين المناطق المختلفة الى العادات والتقاليد والاهتمامات، فيكون اهتمام الاهل عادة في مناطق البدو والريف والقرى منصب في تزويج الاناث في سن مبكرة جداً وللزواج أهمية أكبر من التعليم واكمال الدراسة الجامعية، اما في المدن فتكون الأولوية بالنسبة للفتيات والأهالي تجاه التعليم واكمال التعليم الجامعي والحصول على وظيفة مناسبة، وعليه فإن أولوية الاسر والفتيات تلعب الدور الأكبر في معيار
تحديد سن العنوسة.
اما الأسباب التي تؤدي الى هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة وفي عزوف الشباب بشكل عام عن الزواج فهي متعددة واهمها غلاء المعيشة التي تواجهه المجتمعات في معظم الدول العربية والتكلفة الباهظة للزواج وما يترتب عليها من عادات وتقاليد تفوق طاقة الأزواج الشبان، وتعتبر البطالة الحادة التي يواجها الشباب العربي في عدد من الدول العربية مسبباً رئيسيا لهذه الظاهرة علاوة على أن اشتراطات بعض الشبان والشابات في تحديد مواصفات شريك العمر تعتبر مسبب اخر للعنوسة لكنها أقل تأثير من الأسباب الثلاثة الأولى
.أما بخصوص ترتيب الدول العربية حسب اخر إحصائية رسمية مسجلة والتي تعود لعام 2017، فإن أكثر الدولة العربية عنوسة من الأعلى الى الأدنى كما يلي:
أولاً: لبنان
تعتبر النسبة المئوية لمعدلات العنوسة في لبنان صادمة بكل المقاييس والمعايير وهي الأعلى على الاطلاق في كل الدول العربية، اذ تصل النسبة الى ما يقارب (85%) من اجمالي عدد الفتيات اللاتي وصلن الى سن الزواج.
ثانياً: الامارات العربية المتحدة
هي ثاني أعلى دولة عربية في معدلات العنوسة وتصل نسبة الفتيات غير المتزوجات واللاتي وصلن الى سن الزواج ما يقارب (75%)، ويرجع السبب الرئيسي لارتفاع العنوسة في الامارات الى السماح للشبان بالزواج من غير الاماراتيات، بينما يمنع على النساء ذلك، علاوة على تكاليف الزواج الباهظة جداً.
ثالثاً: العرق وسوريا
تصل نسبة العنوسة في كل من سوريا والعراق الى (70%)، ويعود السبب الرئيسي لارتفاع معدلات العنوسة في هذين البلدين الى صعوبة الوضع السياسي والحروب الداخلية والصراعات علاوة على الوضع الاقتصادي الهش لهذه الدول بفعل الحروب.
رابعاً: تونس
حسب احدث إحصائية فان نسبة العنوسة بين الفتيات في تونس (62%) من الفتيات اللاتي وصلن الى سن الزواج، وأحد اهم أسباب ارتفاع هذه النسبة في تونس هو إقبال المجتمع على التعليم والاهتمام بالدراسة والحصول على وظائف مناسبة، حيث كان لهذه الأمور أولوية أكبر من الزواج نفسه.
خامساً: الجزائر
هناك في الجزائر ما يقارب خمس ملايين فتاة وصلت الى سن الزواج دون أن ترتبط بعلاقة زواج، ويمثل هذا الرقم (51%) من اجمالي الفتيات اللاتي وصلن الى سن الزواج.
سادساً: المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية
تصل نسبة العنوسة في كل منهما الى (45%) من اجمالي الفتيات اللاتي وصلن الى سن الزواج، وتعود الأسباب الرئيسية للعنوسة في الأردن والسعودية حسب التقارير الى ارتفاع المهور وتكاليف الزواج الباهظة.
سابعاً: المغرب ومصر
تقترب نسبة معدلات العنوسة في مصر والمغرب من (40%) من اجمالي الفتيات اللاتي وصلن الى سن الزواج، ويرجع السبب الرئيسي للعنوسة في مصر والمغرب الى ارتفاع نسب البطالة والظروف الحياتية الصعبة للشبان في هذه الدول.
ثامناً: قطر والكويت وليبيا
تقارب نسبة العنوسة في كل من هذه الدول الى (35%) من اجمالي الفتيات المؤهلات للزواج في كل دولة، والنسبة أخذه بالازدياد وتحديداً في ليبيا وذلك بسبب الصراعات الداخلية والحروب التي تعاني من الدولة، بالإضافة الى ما نتج عن الحرب الداخلية من ظروف اقتصادية صعبة جداً، اما قطر والكويت فيعود ارتفاع نسبة العنوسة بشكل رئيسي الى المغالاة في المهور وارتفاع تكاليف الزواج، كما تتمسك العائلات في قطر والكويت بعدم السماح للفتيات من الزواج من الشباب العربي الوافد الى هذه البلدان.
تاسعاً: اليمن
تقول أحدث الاحصائيات الرسمية تشير الى أن نسبة العنوسة هي (30%) من اجمالي الفتيات المؤهلات للزواج، وتعتبر العنوسة أهم مشكلة تواجه الفتيات في هذا البلد، والنسبة اخذه في الازدياد بسبب الحروب الداخلية في اليمن والوضع الاقتصادي الصعب، كما أن توجه الفتيات في اليمن نحو التعليم والدراسة والبحث عن وظيفة يعتبر سبباً اضافياً أدى الى تشكل ظاهرة العنوسة.
عاشراً: البحرين
هي الأقل بين معظم دول الخليج العربي من حيث العنوسة، حيث يقدر عدد الفتيات العانسات في البحرين خمسين ألف امرأة ويمثل هذا الرقم (25%) من اجمالي الفتيات اللاتي وصلن الى سن الزواج.
أما أقل الدول العربية عنوسة على الاطلاق فهي فلسطين، حيث تشير الاحصائيات الرسمية الى ان نسبة العنوسة هي (7%) فقط من اجمالي الفتيات اللاتي وصلن الى سن الزواج.
المصدر الصميم