عُرف مخدر “الهيروين” للمرة الأولى عن طريق صنعه من مادة المورفين في العام 1874 على يد كيميائي اٍنكليزي ولكن لم يعرف مفعوله، حتى تم تصنيعه من جديد العام 1898 من قبل هنريك دريسار، كيميائي ألماني من المؤسسة الصيدلانية “باير Bayer” والتي أنتجته كدواء للعديد من الاٍصابات منها داء السل، حتى أعطى اللقب من خلال التسمية الألمانية heroisch والتي تنطق بـ”هيرويش”.
حاز الهيروين على انتشار واسع بين مجموعات مختلفة من الشباب على مستوى العالم بعدما كان مقتصرا على الأعمال العلاجية، ما جعل قضية الكشف عن أعراضه أحد أهم القضايا التى تواجه أي مجتمع، وأعراض تعاطي الهيروين من الأمور التي يمكن الكشف عنها بسهولة لدى الأشخاص في عالم الطب النفسي والطب الإدماني، بحسب “صندوق علاج ومكافحة الإدمان”.
وفي إجراء غريب من نوعه، كشفت الحكومة النرويجية عن خطتها الصادمة التي تتضمن توزيع الهيروين مجانا على مدمنيها لتحسين نوعية حياتهم، والمقرر البدأ بالبرنامج التجريبي في العام 2020 وسيشمل 400 مدمن. وقد سبقتها المملكة المتحدة، وقررت تقنين الهيروين للأغراض الطبية، كأول دولة تقوم بهذا الأجراء، وفي العام 2014 نشر موقع “بي بي سي” تقريرا عن معدل الاستخدام العالمي من خلال التقديرات الخاصة بمنظمة الأمم المتحدة وخلصت الدراسة لأن هناك أكثر من 50 مليون متعاطٍ بشكل دائم للهروين والكوكايين والمخدرات عموما، الاستخدام العالمي للهيروين يتراوح ما بين 15 مليون و21 مليون شخص تتراوح اعمارهم ما بين 15-64 سنة حول العالم.
وفي توضيح للأمر، قال وزير الصحة النرويجي بينتي هوي، بحسب تغريدات تناولت التقارير الصحافية المعنية: “نأمل أن يوفر هذا الحل نوعية حياة أفضل لبعض المدمنين الذين لا نستطيع مساعدتهم بطرق أخرى، ولا يستفيدون من البرامج الحالية بما فيه الكفاية”، حيث ستضع الوزارة النرويجية للصحة والشؤون الاجتماعية خطة لتحديد المرضى الذين سيستفيدون من مثل هذا البرنامج.
وحتى الآن لم تحدد الحكومة تفاصيل كاملة عن ذلك المخطط الذي لا يزال قيد التطوير، ولم يتضح أيضا بعد كمية الهيروين التي ستوزعها العيادات، ولكنه ومن المعروف أن البرامج المشابهة تتضمن توزيع وصفات طبية مختلفة بحسب مدى الإدمان، ويأتي ذلك الأجراء على خلفية امتلاك النرويج أحد أعلى معدلات تعاطي جرعات زائدة في أوروبا، ووصل عدد الوفيات نتيجتها 81 شخصاً لكل مليون في العام 2015 وحده.
لكن التغيردات على موقع “تويتر” لاحقت الأمر الذي اعتبروه “مدهشا وغريبا وصادما”، تارة بشكل جدي وتارة بشكل ساخر، فكتب حساب “Beckley Foundation” المختص بالأبحاث: “النرويج تصوت على سياسيات المخدرات التقدمية، فهي تعتبر واحدة من أعلى معدلات الجرعات الزائدة من المخدرات في أوروبا، والدراسة التجريبية من شأنها أن توفر للمدمنين إمكانية الحصول على الهيروين تحت الإشراف الطبي”.
وكتب حساب باسم “Shaun Elmwood Park” ساخرا: “النرويج ستجري اختبارا لمنح الهروين للمدمنين مجانا، على أميركا أن تنظم رحلات مجانية لمدمني المخدرات إلى النرويج”.