قالت رئيسة وزراء النرويج السابقة الدكتورة غرو هارلم برونتلاند، أن لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير على كل مفاصل الحياة العصرية، مشيرة الى ان الإعلام اليوم أصبح في بعض الأحيان يُطيح بالديموقراطية من خلال الأخبار غير الصحيحة.
وأوضحت في محاضرة بمعهد الإعلام الأردني، بحضور سمو الأميرة ريم علي، أن الإعلام أصبح يؤثر على شكل الديمقراطية في العالم، وكان ذلك واضحاً في كيفية انتخاب الرئيس دونالد ترامب وهذا ‘يجعلنا نتساءل عن كيفية عمل الديمقراطية وعن عمل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وهل من الممكن أن تُستثمر وسائل التواصل الاجتماعي بصورة سلبية؟.
وتحدثت برونتلاند عن تجربتها السياسية في الحكم، خاصة وأنها كانت من أولى السيدات في الوصول لمنصب رئيس الوزراء، وقالت إن ‘العمل السياسي في دولة ديمقراطية يجعلك قادرا على التأثير الايجابي في مختلف القضايا ومنها البيئة والصحة والتعليم، وحقوق الانسان’، مشيرة الى ان العملية السياسية والديمقراطية تحتاج إلى اشخاص من ذوي الخبرة لمستقبل افضل.
وفي تعقيبها على قضايا اللاجئين، قالت مدير عام منظمة الصحة العالمية السابقة، إن بلادها كانت منفتحة على دعم اللاجئين واستقبالهم، وكذلك من خلال دعم المنظمات الدولية الداعمة للاجئين، لكن الكثير استغل ذلك الدعم والتساهل، فحصلوا على اللجوء دون وجه حق، ما جعل الحكومات النرويجية المتعاقبة تتخذ إجراءات أكثر صرامة ودقة في منح الموافقة على اللجوء.
وحول سياسة النرويج الاقتصادية بعد نضوب النفط والغاز، قالت ان عوائد النفط والغاز توزع بشكل عادل، ويستفيد منها كل مواطن نرويجي، وتم الاستفادة من هذه الثروة بتحسين مستوى الخدمات الصحية والتعليمية، ويتم اليوم الاستفادة من العاملين في هذا القطاع بالعمل في قطاعات أخرى ونقل تجاربهم الريادية في مختلف القطاعات كمساهمين في ايجاد تنمية جديدة، مشيرة الى وجود صندوق سيادي للأموال المحصلة من انتاج النفط والغاز لا يسمح للحكومة الا باستخدام نسبة بسيطة منه، والباقي يُدخر للأجيال المقبلة.
وعن علاقة النرويج بدول الاتحاد الأوروبي أوضحت ان بلادها ليست عضواً في الاتحاد لكنها جزءاً من المنظومة الاقتصادية في أوروبا، والتي تتمثل بحرية حركة البضاعة والنقل وغيرها، وتطبق أوسلو كل قرارات الاتحاد الأوروبي لكنها ليست جزءا من صناعة القرار.
وتحدث طلبة من خريجي المعهد عن تجربتهم أثناء زيارتهم لمملكة النرويج واطلاعهم على النموذج النرويجي في الإدارة المحلية، والنظام السياسي، ووسائل الاعلام النرويجية المختلفة من إذاعة وتلفزيون وصحافة، وكيفية تأثيرها على المجتمعات المحلية، بما أثرى تجربة الطلبة لنقلها إلى مؤسساتهم ومناطقهم.
يشار إلى أن الدكتورة غرو هارلم برونتلاند، شغلت منصب رئيس الوزراء في النرويج لنحو عشر سنوات قبل أن تترك منصبها عام 1998، كما شغلت منصب وزير البيئة، ورئيسةً لحزب العمال لعدد من الفترات، ومديراً عاماً لمنظمة الصحة العالمية.