نجحت السورية هيا توركو في الاندماج في النرويج، حتى أنها بدأت الكتابة باللغة النرويجية وتستعد لدراسة الصحافة
قبل نحو عام وشهرين، التمّ شمل اللاجئة السورية ذات الأصول الشيشانيّة هيا توركو مع زوجها في النرويج، قادمة من الأردن. وبعد أسابيع، بدأت مرحلة جديدة في حياتها، وراحت تتعلّم اللغة النرويجية. لم تستغرق الإجراءات الرسمية وقتاً طويلاً، قبل أن تلتحق بزوجها الذي سبقها إلى النرويح قبل عام ونصف العام. في الوقت الحالي، تقيم مع زوجها وطفليها في فينيسلا (جنوب البلاد)، المعروفة بطقسها البارد.
حققت هيا تقدماً سريعاً وكبيراً في اللغة النرويجية، وكتبت أولى مقالاتها في مجلة نصف أسبوعية تهتم بكل أخبار الجنوب النرويجي. وستستمر في الكتابة باللغة النرويجية عن قصص ومعاناة من الحرب في سورية. تقول لـ “العربي الجديد”: “بدأت بتعلّم النرويجية في المدرسة بعد وصولي بأربعة أشهر. أحببتها ولم أجدها صعبة، إذ أنها قريبة من الإنكليزية”. تضيف: “أعتقد أن بعض اللاجئين لم يحبوا هذه اللغة، إلا أنني سعيت إلى الاندماج مع الناس، وكنت أبادر إلى الحديث مع النرويجيين”.
وترى هيا أن “الناس لطفاء ومتفائلون، لكنّهم ينتظرون منا المبادرة. بات لديّ أصدقاء كثر، فأنا دائمة الابتسام. تعرضت مرة إلى موقف عنصري من امرأة أصبحت الآن صديقتي، واعتذرت مني”. يتضمّن تعلّم اللغة العمل في أحد مخابز المنطقة لمدة يومين في الأسبوع، بهدف تعلم اللهجة العامية. وفي الوقت الحالي، ستبدأ تدريباً في مجلة، استعداداً للالتحاق بقسم الصحافة في الجامعة.
بعد نحو عام، يتوقف راتب هيا، التي ستعتمد على نفسها من خلال العمل في الصحافة. حالياً، يدفع الزوجان بدل إيجار المنزل الذي يقيمان فيه وفواتير الكهرباء وغيرها وبدل الحضانة من راتب اللجوء الذي تقدمه الحكومة، ويسعيان في الوقت الحالي إلى إتقان اللغة. تضيف هيا أن زوجها يتدرب حالياً في القطاع العام، وتحديداً في مجال عزل الأبنية ضد الحرائق.
كتبت هيا مؤخراً قصة للأطفال باللغة النرويجية، على أن تتكفل بلدية المنطقة بطباعتها ونشرها. كما بدأت كتابة قصة باللغة العربية.
في النرويح، يحصل اللاجئ خلال العامين الأولين على راتب تحدده الحكومة بحسب العمر، ويتعلم خلالهما اللغة في إطار قوانين صارمة من قبل الحكومة. وفي حال تخلّف عن إحدى الحصص الدراسية، يُستقطع جزء من راتبه. وبعد انتهاء العامين، يلزم بإيجاد عمل.
أما بالنسبة للأطفال اللاجئين، فلا تنقطع رواتبهم حتى بلوغهم الثامنة عشرة. وفي المرحلة الجامعيّة، يحصلون على قروض من الحكومة. وتنظم البلدية التي تقطن فيها هيا لقاء بين المواطنين واللاجئين كل يوم ثلاثاء بهدف التعارف وتقوية اللغة وتبادل الأحاديث.