يعرف محبو لعبة الفضاء الاستراتيجية «ستيلاريس» مرحلة في اللعبة، تتطوع فيها حضارة من خارج الأرض لحفظ الأنواع عبر تخزين بعض السكان في مخازن خاصة. والحقيقة أن لدينا في الواقع شيء مشابه، لكنه ليس مخصصًا لحفظ جميع الأنواع الحيّة.
يحفظ قبو سفالبارد العالمي للبذور عينات بذور من شتى بقاع العالم منذ العام 2008 لحالات الطوارئ القصوى، على جزيرة قرب الحدود القطبية الشمالية في النرويج. وقال معهد الإذاعة الأمريكية العامة إن «قبو نهاية العالم» هذا يعمل كوحدة تبريد ضخمة لأكثر من 850 ألف عينة من البذور، محفوظة في درجة حرارة -18 درجة مئوية. ويعد احتياطيًا لحوالي 1750 بنك بذور آخر في جميع أنحاء الأرض، وكلها مخصص للأمن الغذائي.
وربما تتساءل هل استفدنا من قبو البذور هذا يومًا؟ الواقع نعم، ففي العام 2015، نقلت منه نحو 116 ألف عينة من البذور إلى بنك بذور في حلب، تضرر نتيجة الحرب في سورية. وبعد ذلك بعامين، زرعت البذور، وأعيدت إليه عينات جديدة لتخزينها.
وأعلنت الحكومة النرويجية، أنها كي تضمن استمرار القبو في تقديم مساعدات كهذه في أوقات الأزمات، ستجري تحديثات وتحسينات عليه بقيمة 13 مليون دولار. وفي أواخر العام 2016، تعرض القبو للتلف الجزئي بسبب ذوبان الجليد غير المتوقع، ما تسبب في حدوث فيضان في مدخل نفقه.
وقال متحدث باسم الحكومة النرويجية إن «المشروع يشمل بناء مدخل جديد مصنوع من الخرسانة، وبناء مركز خدمة مخصص لمعدات الطاقة الطارئة ووحدات التبريد والمعدات الكهربائية الأخرى التي تنشر الحرارة في النفق.»
وبعد مرور عقد على بناء القبو، حان الوقت لبعض التحسينات. وقال جون جورج ديل، وزير الزراعة والغذاء النرويجي، إن هذه الاجراءات ستتيح للقبو مواصلة الحفاظ على موارد الغذاء البشرية.
وقال ديل في بيان الحكومة النرويجية إن هذا «سيضمن أن يستمر قبو سفالبارد العالمي للبذور في تزويد بنوك الجينات حول العالم بمساحة تخزين آمنة في المستقبل. وهي مهمة كبيرة وضرورية لحماية كافة المواد الجينية الضرورية للأمن الغذائي العالمي.»